وضعت شركة مك دونالدز العالمية ثقتها في المعماري Patrick Norguet لتصميم هويةٍ معماريةٍ جديدةٍ لمطاعمها في فرنسا.
حيث كان المشروع مثيراً للاهتمام من حيث الحجم والقيود الفنية والاجتماعية التي تقيده، إذ أرادت شركة مك دونالدز أن تعود للأسطورة الأصلية وراء تأسيسها في المقام الأول؛ ألا وهي الطعام السريع العائلي.
وعلى الرغم من توجه العلامة التجارية للعائلات بشكلٍ خاص، من الملاحظ أن صورتها قد باتت مرتبطةً شيئاً فشيئاً بنبرة الشباب والعمرانية.
من هنا توجب على التصميم الجديد أن يعيد الحمض النووي الأصلي لمك دونالدز عبر تصميمٍ داخليٍّ يطابق رمزياً وفعلياً العودة للجذور.
وهكذا تم استخدام استعارة رمزية عن النباتات وتفرع أغصانها بطريقةٍ تعبّر عن فكرة العودة للجذور والعائلة وأصل العلامة التجارية.
وهذا ما تم تجسيده في عمارةٍ شاملةٍ وموسعة؛ حيث تقسّم قطع الخشب المعاكس المطعم إلى عدة مناطق وعدة وظائف وأمزجة مناسبة لمختلف المتطلبات الاجتماعية دون الحصول على أقسام مستقلة أو منفصلة.
إذ تقدم العمارة/المفروشات العضوية والوظيفية عدة إمكانيات وعدة خيارات لتناول الطعام؛ ابتداءً من تناول الطعام بوضع الوقوف الموجّه للمراهقين، مروراً بالحجرات التي تؤمن الخصوصية اللازمة لطاولات العائلات، وانتهاءً بالبادرة الثورية والجديدة كلياً في مك دونالدز، وهي استخدام محطات التحكم الرقمية المدمجة في قاعدة المطعم، والتي تم توزيعها في مختلف أرجائه.
وهكذا يمكن للأمهات الاستقرار والاستراحة مع أطفالها على طاولة، بعد أن تتطلب ما تريد من المحطة وتنتظر قدوم الطلبات إلى الطاولة.
وكجميع تصاميم Patrick Norguet التي دائماً تصيب الهدف، ينتشر اللون الأبيض المعاصر في أرجاء المطعم معدّلاً الألوان المرحة الأخرى، التي تنتشر هي الأخرى في كل مكان، لكن دون أن تضفي عليه طابع “الألعاب”، كعناصر التخزين -على سبيل المثال- المميزة بصناديقها المعدنية الملونة المدمجة بقالب القاعدة.
أما عن الأجواء المنيرة ونوعية الصوت فهي دقيقة التفاصيل بشكلٍ استثنائي، فهي تقدم للزبائن راحةً مميزة يندر إيجادها في هذه الأيام، في الوقت الذي يتجلى فيه البحث عن طبيعةٍ ثوريةٍ محددة عبر اختيار المواد الذكي (كالخشب المعاكس والصفائح المعدنية والاسمنت المسلح)، والتي تم اختبارها جميعها في ظروف الازدحام الشديد للاستجابة للقيود المختلفة التي يتعرض لها مطعمٌ ذو شعبيةٍ قوية مثل مك دونالدز.
بالنسبة للمقاعد فقد استخدم المصمم نسخةً جديدةً مرتفعةً عن الكراسي المنخفضة صُممت خصيصاً للمطعم، أما الأرضيات فهي أرضيات سيراميكية صممها Patrick Norguet شخصياً بحيث تقدم لمسةً فريدة للمكان.
حيث تكسر هذه البلاطات الكبيرة والرقيقة للغاية الممتدة بطول مترين الأجواء البصرية المعتادة؛ فهي دافئة ومزينة بالرسومات لكنها ليست بسجادات، فهي هنا تغيّر عاداتنا فيما يخص تصميم الأرضيات خالقةً نمطاً جديداً كلياً.
ختاما نشير إلى أن المطعم قد افتُتح مع بداية هذا العام على بعد أربعين كيلومتراً عن تولوز، حيث أثبت المفهوم المستخدم جدواه مباشرةً، وها هي الآن ستة مطاعم على وشك أن تفتح عبر أرجاء فرنسا.