تزاوج العمارة المعاصرة بالإسلامية في مقر مجلس أبو ظبي للاستثمار

3

تَمثَّل هدف التصميم في ابتكار مبنىً شامخٍ في مدينة أبو ظبي، ليكون المشروع الأول من نوعه على موقعٍ كبيرٍ من ساحل هذه الإمارة. وقد ربحت شركة Aedas Architects اللندنية المختصة في عمارة البناء عقد تطوير الموقع بعد خوضها مسابقةً عالمية.

حيث سيقدم تصميمهم هذا مساحةً مكتبيةً من 350,000 قدم مربع في برجين يمتد كل منهما على 25 طابق، ويرتبطان ببعضهما عند القاعدة من خلال منصة مدخلٍ عالية. لتتضمن مرافقه العديد من المقاهي ومسرح المحاضرات وغرف الصلاة التي تم تخصيصها من أجل عمال المكاتب المُقدَّر عددهم بـِ 2,000 عامل. وتتوقع الشركة أن تنتهي من العمل على الموقع في عام 2011.

الموقع:

حجزت حكومة أبو ظبي مساحة الموقع الممتدة على 11,500 متر مربع بالقرب من شاطئ القرم وفي جوار مستنقعات أشجار المنغروف من أجل العمل على تطويره. وقد تم تشكيل الموقع الذي ستعمل عليه شركة Aedas -بالقرب من طريق أبو ظبي الالتفافي الشرقي- من قطعتين متجاورتين من الأرض يأمل مجلس أبو ظبي للاستثمار ADIC (Abu Dhabi Investment Council) أن تخدم كبوابةٍ للمدينة.

الفكرة:

تمت مباشرة ملاحظة مبنى ADIC بسبب تحقيقه للمعايير الخضراء، ولهذا يأمل كل من مطوريه والمعماريين العاملين عليه أن يحصل على شهادة Leed الفضية. كما يتضمن المشروع استخدامات للتقنيات المستدامة، بما فيها نظام تظليل حديث جداً يتم تشغيله بواسطة الكمبيوتر.

وقد حاول المصممون أيضاً أن يمزجوا بين العمارة الإسلامية والتصميم المعاصر، بجعل كامل الكتلة تعتمد على مزيج من الدوائر ثنائية الأبعاد والأجسام الكروية ثلاثية الأبعاد. وقد تم تصميم الكتلة بالكامل بهدف عكس فكرة هندسية واحدة، عبّر عنها السيد Peter Oborn نائب رئيس شركة Aedas بمايلي: جاءت فكرتنا من أجل مقر مجلس أبو ظبي للاستثمار من صيغةٍ سبق وتم التفكير بها بالاعتماد على مفاهيم رياضية، وهي مشتقة بدورها من المبادئ الإسلامية في العمارة. إلا أنه مبنى معاصر إجمالاً ولكنه منغمس بجذوره في التاريخ والتقليد.

تفاصيل التصميم والبناء:

تمت تغطية كلا البرجين من الأعلى إلى الأسفل بمشربيةٍ تنفتح وتنغلق استجابة لموقع الشمس. حيث تتألف المشربية من أكثر من 1,000 عنصرٍ متحركٍ شفاف على كل برج، ليتم التحكم بها عن طريق برنامج كمبيوتر مصمم خصيصاً لهذا الغرض. وسيعمل هذا التصميم على تقليل اكتساب حرارة الشمس بنسبة تُقدَّر بـِ20%، وسيقدم بين 80-90% من التظليل على المبنى. وقد قال السيد Orborn أنه بالرغم من التعقيد الواضح للمشربية، إلا أنه من السهولة أن يتم إنتاجها. فالحقيقة أنه فيما يتعلق بالتصميم، لا يمكن اعتبار عمليات الإنشاء والتنفيذ معقدة إلى ذلك الحد المُتصوَّر. فهناك فرق قيمة يجب تسديده، ولكن يجب أن تتم رؤيتها بالنسبة للسياق كله.

هذا وسيكون هذا المبنى صرحاً مميزاً لمدينة أبو ظبي وسيظهر التزام الإمارة بالتصميم المستدام. فقد صُنِعت المشربية من شبكة من النسيج الشفاف (PFTE) تزود قاطني المبنى بمناظر مطلة على الخارج حتى عندما تكون الستارة محكمة الإغلاق. ولا يعد التصميم الشبيه بقرص العسل عملياً فيما يخص مسألة التظليل وحسب، وإنما يتميز بمرونته العالية ومقاومته لعوامل التلف أيضاً. وعلاوةً على هذا، ستقود هذه المبادرات المستدامة إلى تقليلٍ في استهلاك الكهرباء بنسبة 20% بالإضافة إلى 15% في الكلفة المالية لمحطة التبريد.

أما الأجزاء الداخلية من المبنى، فهي مصممة أيضاً بأسلوب كروي، مع انتشار جميع أقسام الغرف من العمود الداخلي إلى الجدار الخارجي. ومن ناحية أخرى، تحاكي الأسقف الداخلية كسوة المبنى الخارجية، فهي منظمةٌ على شكل قرص العسل أيضاَ. والأجمل من هذا أنه سيتم إنشاء حديقة مفتوحة على السماء مع مساحة أربعة طوابق من فوقها عند كل 7 طوابق، بينما سيتم تزويد المساحات الخارجية بمسطحاتٍ مائية وطريق للمشاة ومحمية لأشجار النخيل لإضفاء لمسة جمالية طبيعية على المكان.

إقرأ ايضًا