البساطة لا التكلّف…شعار تصميم المساجد

37

بعد أن ضمت دبي أشهر تصاميم العالم بتوقيع أشهر معماريي ومصممي عالم العمارة والديكور باتت لعبتها تدور حول التميز والتفرد وإن مس تفردها تصاميم المساجد هذه المرة. ففي منافسةٍ أجرتها لتصميم مسجدها الجديد دعت كبرى شركات العالم للتنافس على تقديم أفضل العروض وكان الفوز من نصيب شركة Brusselssprout. ولكن، نعلم سلفاً أنه سيكون تصميماً متميزاً بمجرد سماع اسمه وهو Mosque is More الذي يحمله المشروع الفائز في دبي.

من المتعارف عليه في المدارس والمذاهب الفنية أن البساطة والعفوية هي سر الجمال، فالأقل أجمل أو “Less is More”، حيث تتبنى هذه النظرية فكرة بساطة العمل الفني وابتعاده عن التكلّف ما أمكن ليزيد بهاؤه وجماله. وطبعاً في عالم الجمال لابد للرأي من رأيٍّ آخر، فهناك من يُنادي بفكرة الأكثر أجمل أي “More is more” معتقداً أنه كلما زادت الزخارف والتشطيبات والتزيين كنا أمام قطعةٍ فنيةٍ أجمل.

وعلى الرغم من اعتقاد بعض التيارات الغربية بعدم اهتمام المجتمعات الإسلامية بتجميل جوامعها ومساجدها وإنفاق المبالغ عليها، جاء تصميم هذا الجامع ليجسد مبدأ البساطة “Less is More”، ويبرهن لأصحاب الزعم المذكور آنفاً أن الجمال يدرك بأبسط الطرق، وذلك من خلال رؤية وإبداع شركة Brusselssprout.

يعكس التصميم شدة بساطة التصاميم الإسلامية في الصحراء العربية حيث ولد الإسلام. إذ حسب تعاليم الإسلام لابد للأبنية وأن تتوافق مع الحياة البسيطة التي يحث عليها الدين، وبذلك لابد للمباني من أن تكون خاليةً من التكلّف والمظاهر الخارجية المتطرفة المسرفة.

وفي تحري البساطة نجد أن المسلم لا ينفق ثروته ليعرض مدى غناه بروعة البناء والتصميم، إلا أن مقياس البساطة لابد وأن يختلف من شخصٍ إلى آخر حسب حالته ومستواه الوظيفي. وبهذا لا يمكن تحديد معايير البساطة للمجتمع بأكمله، إلا أنها تبقى صفةً مشتركةً في عدم إنفاق المال على المظهر الخارجي للبناء.

يتميز التصميم بمخططه العربي ونمطه العائد لأقدم تصاميم المساجد في العالم الإسلامي كتلك التي شاعت في العصر الأموي. إذ تضم هذه المساجد بمساقطها المستطيلة ساحةً أماميةً ومساحة الصلاة المسقوفة. حيث يُستفاد من الساحة الأمامية عادةً في توسعة المسجد لصلاة الجمعة.

وهكذا، نجد أنه في تصميم المسجد سيشع الإيمان زينةً للبناء لا زخارفه، ليبرز أمامنا البناء بهيبته وبساطته وانسيابية تقطيعاته بمئذنةٍ ترتفع لعشرة أمتارٍ لتدعوا الناس إلى واحة الإيمان والتعبد.

إقرأ ايضًا