أول شبكة حديد عالية السرعة في الشرق الأوسط

2

بعد عامٍ حذرٍ من الحركة البطيئة في منطقةٍ ناميةٍ، كانت العديد من المدن الشرق أوسطية مسرورة لرؤية عام 2009 وهو يدير ظهره ويمضي بمعاناته وإخفاقاته. ولكن ليست هذه هي الحالة بالنسبة إلى مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، فقد كانت السنة الماضية سنة تقدمٍ وتطوير ملحوظين في قطاعاتٍ مختلفةٍ في المدينة.

حيث استهلت هذه المدينة المقدسة عام 2009 بتوقيع اتفاقية عمل مع شركةٍ صينية لبناء سكة حديد عالية السرعة بطول 440 كلم لخدمة الحرم المقدس بقيمة 1,78 بليون دولار أمريكي (6,65 بليون ريال سعودي)، هذا المشروع المعروف أيضاً باسم الرابط بين مدينتي مكة والمدينة المنورة، والذي يعتبر شبكة سكة الحديد عالية السرعة الأولى التي يتم إنشاؤها في الشرق الأوسط كله.

وقد سُمِّيت بالرابط بسبب وظيفتها كأداة وصلٍ بين مدينة مكة وجدة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية والمطار الدولي في جدة بواسطة مسار سكة حديد تصل سرعته إلى 320 كلم في الساعة. هذا وتتعهد حالياً مؤسسة بناء السكك الحديدية في الصين بتولي مهمة أعمال البناء، من خلال تعاونها مع مجموعة الراجحي للبناء والتعمير والشركة الفرنسية Alstom.

في خبرٍ سار بالنسبة إلى الراغبين بأداء فريضة الحج هذا العام، نُقِلَت أنباءٌ قبل بضعة أشهر فقط -وتحديداً في شهر شباط- تفيد بأن 35% من سعة المشروع ستكون جاهزة للاستخدام أثناء موسم الحج لهذا العام.

كردة فعل على هذه الأخبار، ظهرت تعليقات كثيرة نذكر منها حديث رئيس منظمة سكك الحديد السعودية جبارة بن عيد الصريصري للأخبار العربية، حيث قال: نحن نعتبر هذا المشروع عملاً رئيسياً في تاريخ قطاع النقل في المملكة العربية السعودية. وستكون احتفالية توقيع عقد العمل نتيجةً للجهود العظيمة المبذولة من قبل المسؤولين في منظمة سكك الحديد وصندوق الاستثمار العام الذي لعب دوراً جوهرياً في حجب المساومين على المشروع.

أما في خطوةٍ تشجيعية، مُنِحت ثماني شركات -بما فيها شركة آرامكو السعودية- جائزة مكة للتميز عن مساهماتهم الجليلة في تطوير الإقليم، وهذا في شهر أيار الفائت. وقد تأسست هذه الجائزة عام 2008 على أمل زيادة المنافسة والإبداع من خلال تقدير الأعمال المتميزة في بعض المجالات المختارة.

كما تم إعلان أسماء الرابحين من قبل الأمير خالد الفيصل -حاكم مكة- في الفعالية التي أٌقيمت للمرة الأولى بهذا الغرض. إذ قال الفيصل مادحاً هذا المشروع: إنه يكمل استراتيجية التطوير في الإقليم من خلال تشجيع الأعمال البارز التي يقدمها كلٌّ من الأفراد والمنظمات.

في ذلك الشهر الحافل أيضاً، تم منح شركة أحمد زكي في السعودية عقداً بقيمة 52 مليون دولار أمريكي من أجل إنشاء مبانٍ من الاسمنت المسلح لصالح برج H1-A التابع إلى خطة تطوير جبل عمر في مكة. ويتوقع أن يكتمل العمل بحلول شهر تشرين الثاني هذه السنة، مع العلم أنه من المقرر أن ينتهي المشروع التطويري مختلط الاستخدام بحلول الربع الثالث من عام 2011.

على أية حال، سواءً صدقت التنبؤات أم لم تصدق لأسباب مختلفة، يبقى هذا المشروع خطوةً هامةً تثبت لجميع الوافدين إلى المملكة -وخاصة الحُجاج القادمين من جميع أصقاع الأرض- أنها تسير على درب التقدم والتحديث، لتصبح مقصداً تتوجه إليه مختلف الجنسيات لقضاء أوقات طيبة.

إقرأ ايضًا