لا يمكننا إنكار حقيقة افتقار عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية لبعض البريق والمشاريع الكبرى التي تشتهر بها دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها وبلا شك تقوم بخطواتٍ واسعةٍ في سبيلها للتقدم، إذ تقتنص بعضاً من أهم الفرص لتطوير نفسها الآن.
وتبعاً لعمدة عمّان السيد عمر المعاني سيبلغ تعداد سكان عمّان الستة ملايين بحلول عام 2025، في حين أنها الآن لا تتجاوز المليونين ونصف حالياً. وبالتالي فإن أعمالاً عظيمةً بانتظار الحكومة للتهيء لهكذا تضخمٍ سكانيّ لتوفير السكنات المزودة ببنى تحتية ملائمة ونقلٍ عامٍ أيضاً.
ومن أهم الاعتبارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار هو المخزون المائي. إذ تستمد عمّان الآن حاجتها من الماء بخطٍ حيويٍّ يورد إليها القدر المطلوب أسبوعياً. وهذا ما يجعل مشاريع توفير طرق توصيل المياه إلى عمّان من أولى أولويات الخطط المستقبلية. وهذا الصيف تحديداً سيتم اختيار مشروعين في هذا الشأن.
فقد شهد شهر تموز هذا العام بداية مشروع توصيل مياه حوض الديسي إلى عمّان بتكلفة بليون دولار أمريكي. وذلك بقيام شركة غاما للطاقة بمد أنابيبٍ لضخ الماء بين الديسي وعمّان بطول 325 كم.
ويعلّق رئيس الوزراء نادر الذهبي على مشروع الديسي قائلاً بأنه: مشروعٌ يُمثل حجر الأساس في التصدي للعجز المائي في الدولة، ويؤمن حمايةً من المستقبل.
وقد تم منح عقدٍ آخر من وزاره المياه والري إلى الشركة السويدية Sweco التي ستمد أنابيب مياهٍ من الرّم إلى عمّان بطول 350 كم بطريقةٍ مشابهةٍ للمشروع السابق. وسيستمر العمل في كلا المشروعين ما لا يقل عن 25 عاماً ثم يتم تحويلهم إلى إدارة الوزارة.
وبالإضافة للنمو الذي تشهده عمّان في بناها التحتية، تُعتبر الأردن من دول المشرق المالية ومن مراكز السياحة أيضاً التي شهدت تطوراً في بنى النقل التحتية مؤخراً.
فمطار الملكة علياء الدولي QAIA الذي تمت توسعته بمساحة 75,000 مترٍ مربع ستزداد قدراته الاستيعابية لتصل إلى تسعة ملايين مسافرٍ سنوياً بما يتوافق وزيادة عدد زوار الأردن في السنوات المقبلة.
وتبعاً لإحصائيات المستثمر الرئيسي في المشروع فقد شهدت خطوط الطيران (Airport International Group (AIG عبر QAIA سنة 2008 حوالي 4,4 مليون مسافر، وهو ما يزيد عن 16% عن الـ 3,8 مليون مسافر السنة الماضية مسجلاً بذلك رقماً قياسياً للمطار.
ويقول Curtis Grad المدير التنفيذي لشركة أميركان إنترناشيونال جروب AIG: نتوقع زيادة عدد المسافرين بحوالي 2% إلى 3% خلال سنتي 2009 و 2010. ثم زيادةً في الناتج المحلي الإجمالي بعد سنة 2010.
وهكذا لايسعنا إلا أن ندعو بتمام الأمور على خير، عسى عمّان تنجح في مراثونها الهادف نحو تطورٍ أكبر وسمعةٍ عالميةٍ أكثر ازدهاراً.