حديقة غامضة لحدود الصين وهونغ كونغ

6

قدم كلاً من المعماريين الهونغ كونغيين ألان تشوينغ كوك-لون والمعماري سام هوا سوم مينغ مبنى محطة الركاب ضمن مسابقة International Design Ideas الدولية لنقطة عبور الحدود بين مدينتي ليانتانغ وهيونغ يون واي، في محاولةٍ لربط الصين بهونغ كونغ بوحيٍ من الطبيعة.

فبالنظر إلى الطبيعة البعيدة في الأراضي الممتدة على الحدود، لم يكن على التصميم أن يحقق أهداف ومتطلبات نقطة عبور الحدود وحسب؛ بل تعزيز قابلية الاستخدام لمواطني هونغ كونغ وتشنشن الصينية، وتحسين النوعية الجمالية للمشاهد الطبيعية المختبئة في المناطق المجاورة على حدٍّ سواء.

بناءً عليه، لم تأتي هوية التصميم من المبنى ذاته وحسب؛ ولكن أيضاً من البيئة الطبيعية الممتدة على جانبي الحدود، إذ يهدف التصميم لدفع الزوار لتقدير الطبيعة واختبارها.

فعلى سبيل المثال؛ تم تنظيم المبنى والممر السقفي ضمن مشهدٍ ثلاثي الأبعادغير منتظم على الإطلاق، وذلك كي يتمكن الزوار من استشعار الأراضي الزراعية الصينية التقليدية والمناظر الجبلية المجاورة أيضاً.

كما تم تصميم ممر المشاة بحيث يسهّل وصول الزوار إلى المنطقة الخضراء القريبة، كما تم تزويد التصميم بمنصة مراقبة خاصة بالزوار أيضاً، لمنحهم فرصة الاستمتاع بالإطلالات المبهرة على الجانب المقابل من الحدود.

*الارتباط مع الجوار:

يوجه التصميم الزوار والركاب نحو المدينة والطبيعة المحيطة بالتتالي، حيث تتم قيادة الزوار المغادرين من نقطة تبادل النقل العام إلى منطقة المناظر الطبيعية الممتدة على طول النهر، كما يمكنهم الوصول إلى ممر المشاة السقفي المرتبط مباشرةً بالبيئة الطبيعية عبر منتزه فو شان/ونغ ماو هانغ شان في نونغ كونغ، ومحمية تانغ باك شان في تشنشن بالصين.

أخيراً تقدم مساحة السطح أيضاً مساحةً مشتركةً لأهالي القرى، إلى جانب إمكانية رؤية الحدود المقابلة أيضاً.

*صداقة البيئة:

بالاستفادة من موقع النهر في الجوار، يستخدم التصميم مياه البحر كمصدرٍ للتبريد وبالتالي التقليل من استهلاك الطاقة في أنظمة التبريد التقليدية، حيث تمت زراعة منطقة حجرية كبيرة تحت الأرض، يتم تبريدها بمياه البحر ليلاً، ويتم فيما بعض كشفها خلال النهار، لتقدم هواءً بارداً يعدل الحرارة الناتجة عن المرفق.

ليس هذا فقط؛ إذ تتم الاستفادة أيضاً من موقع المشروع في تغذية أنواعٍ عديدة من الحيوانات على اعتباره أرضاً صالحة لنماء المرعى، في الوقت الذي تقدم فيه الواجهة ذات الأشكال السداسية فرصة زراعة النباتات وتأمين مساكن كثيرة للطيور.

ومثله مثل معظم المشاريع المستدامة في الصين وهونغ كونغ، سيتم تزويد المبنى بنظامٍ لجمع مياه المطر، يستفيد من المياه المجموعة في ري النباتات والتنظيف.

وهكذا مع توظيفٍ جماليٍّ ملائم وارتباط محبك مع الجوار واستخدامٍ مناسبٍ للاستراتيجيات البيئية، ينفتح مبنى نقطة الحدود كاشفاً عن هذه “الحديقة الغامضة”، التي من شأنها أن تعود بالخير على الركاب العابرين للنقطة الحدودية ومواطني هونغ كونغ وتشنشن والحيوانات والنباتات على حدٍّ سواء.

إقرأ ايضًا