المعمار هو من يحدث الفرق

6

لا تتوقف قدرة العمارة على تلمّس حاجات البشر الوظيفية وحسب وإنما النفسية أيضاً.

وقد أتى هذا التصميم ليسلّط الضوء على شريحة بشرية موجودة في كل المجتمعات الغربية والشرقية.

فكان مبنى Veilige Veste بطوابقه الثلاث واسم “القلعة الآمنة” هو دار لضحايا الدعارة أو سوء الاستخدام والمخصص لـ48 بنت.

وقد كان المبنى مبنىً للشرطة في السبعينات وتم تعديله ليأمن خصوصية قاطنيه من خلال اعادة التوظيف ودراسة الواجهة.

وعمل فريق KAW على جعل المبنى ليظهر كالماسة ذات وميض غير ملحوظ تتفاعل مع بيئتها.

تتناوب على طول واجهة الطابق الارضي ألواح خشبية طولانية مع نوافذ كبيرة.

أما المكاتب وغرف المعالجة وغرف الاجتماعات فقد شغلت الطابق الارضي بينما توزعت غرف النوم وغرف الجلوس على ست مجموعات منفصلة في الطابقين الاول والثاني.

تمت احاطة الغرف في الطابق الثاني بتراس استخدمته البنات المقيمات في هذا المبنى للتواصل مع الفضاء الخارجي دون النزول الى الشارع.

وقد أمن هذا التراس دفء العائلة في مدينة مشغولة عن هموم قاطنيها مما أمن وبشكل دائم جو خاص مختلف عن الخارج.

ولم يراعي المصممين حاجة البشر وحسب في عملية التحول هذه وانما أيضاً استطاعوا من خلال استخدام المواد وتطوير التصميم ليصبح ذو استهلاك منخفض للطاقة مما يساعد على حماية البيئة.

كل هذا من خلال هذه القشرة الماسية التي أمنت عزل حراري وصوتي وأعطت شكل جمالي وراحة نفسية للقاطنين.

نلحظ في هذا العمل أن المعمار يمتلك القدرة على ملاحظة تفاصيل تخدم كافة شرائح البشر الفقراء والمرفوضين منهم إضافة الى الاغنياء وبعمل بسيط يستطيع أن يحمي البيئة ويحدث الفرق اللازم لكل من القاطنين و الناظرين لعمله.

إقرأ ايضًا