متحف بازل الهرِم يرتدي قبعةً جديدة

11

توّج معماريو Herzog & de Meuron الشهيرة متحف بازل للثقافة بتاجٍ ضخم يليق بمكانته الثقافية والتعليمية.

حيث تم افتتاح المتحف بعد تجديده في سبتمبر الماضي، عارضاً قطع فنية وصوراً من كافة أنحاء العالم.

وقد كان معماريو Herzog & de Meuron قد أضافوا طابق صالات عرضٍ جديدة للمبنى أسفل السقف المطوي بشكلٍ غير منتظم واللماع بقطعه السيراميكية المتوهجة، والذي يدعمه هيكلٌ فولاذي، يخلق منطقة عرض خالية تماماً من الأعمدة.

أما في الطوابق الأصلية فقد مد المعماريون مجموعةً من النوافذنحو الأسفل، وأزالوا طابقاً كاملاً للتوصل إلى صالة عرض جديدة مزدوجة الارتفاع.

وبالنسبة لمدخل المتحف فقد تم تغيير موضعه ونقله للخلف، حيث ينحدر فناء للأسفل مؤدياً بالزوار نحو الداخل.

الجدير بالذكر هنا أن متحف بازل للثقافة يعود لمنتصف القرن التاسع عشربتوقيع المعماري ميلكوير بيري، إذ جاء كبديلٍ عن ديرٍ نمساوي، وتم افتتاحه في عام 1849.

وكان هذا المتحف يدعى بالـ “متحف الدولي”، وكان حينها أول متحف في المدينة.

نظراً لقيمة المتحف التاريخية والثقافية، حظي المبنى في عام 1917بتجديد وتوسيع لمساحاته، حيث تمت إضافة سقفٍ جديد ذي كسوةٍ بطيات غير منتظمة، كونالتوسع أفقياً آنذاك لم يكن وارداً، لأن ذلك كان سيعني تخفيض حجم ساحة “شيرهوف”.

ومن هنا تحدد شكل التوسعة الجديدة على يد Herzog & de Meuron، إذ يعكس السقف الجديد ذلك السقف العائد للعصور الوسطى المخبأ أسفله، ولكن الآن بزينةٍ من البلاطات السيراميكيةالخضراء الضاربة للسواد.

كما يخدم السقف الجديد كإشارةٍ واضحة للتجديد في قلب الحي، حيث ينعكس الضوء عن البلاطات -البعض منها سداسي الشكل- حتى عندما تكون السماء ملبّدة بالغيوم، ما يخلق تأثيراً أشبه بتأثير البلاطات القرميدية الموجودة على الأسقف القديمة في المدينة.

أما عن الهيكل الفولاذي الداعم للسقف المطوي، فمن شأنه السماح للمصممين بإنتاج صالة عرض خالية من الأعمدة في مساحةٍ تعبيرية تناقض بشكلٍ مفاجئ صالات العرض الهادئة والرصينة في الطوابق السفلية.

يُذكر أنه وحتى هذا الحين، يتشارك متحف الثقافة مع متحف التاريخ الطبيعي بنفس المدخل المطل على شارع أوغستين، ولكن الآن يمكن الدخول لمتحف الثقافة مباشرةً عبر الساحة الخلفية التي لم يكن بالإمكان الدخول منها فيما سبق.

ولم تقف التجديدات عند هذا الحد، إذ ارتأى المصممون إضافة نباتات وتعريشات لتتدلى من على المبنى، مقدمةً للساحة جواً فريداً، يعطي المتحف جنباً إلى جنب مع السقف، هويةً جديدة كلياً.

حيث يأمل المعماريون أن تتحول الساحة إلى مكان للتلاقي الاجتماعي ولكل أنواع النشاطات والاحتفالات في المتحف، وأن يتم تعزيز الانطباع الثقيل والمنغلق للمبنى، الذي لطالما أخفى وارءه مقتنياتٍ لا تقدّر بثمن، عن طريق إغلاق بعض النوافذ إلى جانب إضافة تلك النباتات المعلقة بشكلٍ لولبي أسفل حواف السقف الظفري الذي يكلل الصالة الجديدة.

فهكذا بفضل هذه التوسعة الجديدة والنباتات المتدلية، يتم تقسيم مبنى 1917 الموحد والطويل إلى عدة أقسام، بينما تقوم الأدراج البيضاء ومظلة السقف إلى جانب النباتات المتسلقة وسلسلةٍ من النوافذ بالإضافة إلى القاعدة المزججة، بتقديم اتجاهٍ خاص للساحة وإعطاء المبنى وجهاً جديداً.

إقرأ ايضًا