جهوزية تامة لمواجهة القرن الواحد والعشرين

4

هنا في هذا المبنى المكتبي تنطوي شريطةٌ ضخمة من الزنك، وتنحشر بين طوابق عملاق صقل المعادن، أوميكور.

فبتوقيع شركة كونيكس المعمارية البلجيكية تم الانتهاء من توسعة هذا المقر في عام 2009، حيث تمت إضافة مدخل إلى مقر الشركة الصناعي بطوابقه التسعة، وتم تزويده بواجهة مزججة تملأ الأشرطة المعدنية المطوية.

أما عن الطية السفلية من الكتلة فتحمي هذه ردهة الطابق الأرضي، وتخلق طابقاً منحدراً أسفل قاعة المحاضرات.

الجدير بالذكر هنا أن مبنى الشركة هذا هو جزءٌ من مجمعٍ صناعيٍّ أشبه بمدينة قائمة بحد ذاتها، لا ينقصها سوى التماسك والترابط الهيكلي.

لذا كان على معماريي شركة كونيكس أن يخطّوا هيكلاً لموقع المجتمع، يهدف لتنمية وتعزيز هوية جديدة مشتركة.

وبهدف دمج المبنى مع كل ما يحيطه بشكلٍ أفضل ولتوليد إحساسٍ أقوى بالوحدة، كان لابد من تغييرٍ قويٍّ.

إذ طور الفريق استراتيجية تخلق هويةً جديدة يسهل الوصول إليها، حيث تم تحديد نقاط القوة والضعف في الموقع، وبناءً عليه تم رسم الخطة الرئيسة؛ بما في ذلك المناطق الإشكالية والقضايا الخاصة.

تشير هذه الخطة الرئيسة أيضاً إلى مدى تعقيد وتنوع الأحداث الضرورية، وبالتالي تم في هذه المرحلة الأخذ بعين الاعتبار طبيعة إدراك الزوار المستقبليين والموظفين للمبنى، والمشاعر التي ستنتابهم لدى رؤيتهم للصورة الجديدة.

وإلى جانب كل ما سبق تم أيضاً تنقيح وتعديل النواحي الوظيفية في المبنى والتدفق اللوجستي للنشاطات فيه.

بناءً على ذلك تم إجراء العديد من التغييرات؛ كإضافة مبنى برجي مضغوط، يحتضن مكاتب ومصدات ومناطق خضراء ولوحات إعلانية ولافتات وتوصيفات للطرق، إلى جانب تجديد عددٍ من المباني الصناعية الهامة.

لكن يبقى مبنى أوميكور نقطة الجذب الأساسية، حيث يغلف ويولد هويةً جديدةً موحدةً للشركة، ويقدم مكاناً ستكون إذا ما توقفت فيه عند المحور الرئيس الذي يعبر الموقع بأكمله.

وعن طريق تضييق وتشكيل الشارع، تم التوصل لفكرة منطقة الدخول، وهو عنصرٌ فُقد في الوضع السابق للمبنى.

هنا يمكننا القول أن تصميم المبنى لم يحده شيء على الإطلاق، وهذا ما يناقض ما يحيط به من أشكال رتيبة وعشوائية.

فالتصميم هنا يجذب الانتباه ويحث على استجابةٍ عاطفية نظراً لتناقضه مع الخلفية المنطقية الموجودة أصلاً.

وعن طريق وضع المبنى عند زاويةٍ دقيقة، يتم كسر محور المدخل المركزي؛ وهكذا يخلق المظهر القوي صورةً إبداعية خلاقة، وبالتالي يتم تحديث الشركة.

فأوميكور الآن جاهزة لمواجهة القرن الواحد والعشرين كشركةٍ إبداعية وديناميكية.

إقرأ ايضًا