دور البطولة من نصيب غرفة المعيشة

4

يقع منزلنا لليوم في جزيرة ماكيرا في منطقةٍ ريفية تقليدية تكشف عن العديد من المزارع الصغيرة وبساتين الفاكهة وتطوقها من الخلف غابةً وطرقاتٌ ضيقة تحيط بها جدران حجرية من صنع الإنسان، ولكن المنزل نفسه ليس تقليدياً أبداً، فقد أرادت العائلة المالكة أن يستفيد المنزل وعلى بساطته من الأراضي الطبيعية المحيطة به، دون المساس بحرمة أيٍ منها.

وقد امتثل معماريو Arqu’s لهذه الرغبة ويبدو ذلك واضحاً بالنظر إلى الطابق الوحيد الذي يؤلف شخص المنزل، مما يسمح بالاستفادة المثلى من ضوء الشمس وخلق العديد من الممرات حول وبين أجزاء المنزل.

حيث يتألف المنزل من ثلاثة كتلٍ دفعةً واحدة، تقع غرفة المعيشة منها في الأمام وتقوم بذلك بالربط ما بين المطبخ في الخلف وكتلة غرف النوم القابعة جانباً، وما زلنا في غرفة المعيشة التي تعتبر إحدى أهم أجزاء المنزل، حيث تقوم بالتعاقب والتكيف لخلق حالةٍ من الاستمرارية والتتابع في الداخل، كما تقوم ومن جهةٍ أخرى بإضفاء لغةٍ معماريةٍ بسيطة على الخارج.

وبذلك تحقق شكل المسقط المربع نسببياً، فقد تم تقطيعه -أي المسقط- حسب المساحات المطلوبة والتي تلعب فيها مساحة المعيشة دور البطولة، بينما تم إقحام ممر ثانوي آخر في الوسط بهيئة حديقةٍ داخلية، ساهمت بدورها في توزيع المساحات بشكلٍ أكبر.

فبمجرد الدخول إلى المنزل عبر الباب الرئيسي، يمكن للمرء أن يلاحظ بأن كافة الممرات قد باتت واضحةً للعيان، بينما أضفت الروابط ما بين المساحات الداخلية شعوراً بالتناغم والحميمية، أما غرفة المعيشة نفسها فقد تمت إضاءتها بالعديد من الأضواء خلال النهار، حيث تدخل الشمس بشكلٍ طفيف عبر نافذة الحديقة الداخلية، وبذلك نرى الممر في النهاية مضاءً بالكامل في حين تتنحى الأجزاء الباقية في الظل.

أما في منتصف النهار فيقوم الجدار الحجري والمرج الأخضر بعكس ضوء النهار إلى الداخل، لتشع الأضواء البرتقالية المبهمة على الجدار الأبيض الكبير عند غروب الشمس قادمةً من النافذة الصغيرة في الزاوية الجنوبية الغربية، وأخيراً تشيح غرفة النوم بوجهها نحو الجنوب باتجاه شجرة العنب التي تعلو جداراً حجرياً وتبسط إلى الخلف منها غابات الأوكالبتوس بأشجارها الغناء.

لقد استطاعت عناصر البناء على بساطتها أن تخلق نموذجاً استثنائياً يمكن لأي شخص أن يفكر بشرائه ربما لشكله المميز وربما لاستدامته..

إقرأ ايضًا