من أجدر من كوولهاس بتصميم “البيت الهولندي”؟

4

لقد كانت مراعاة السياق والبيئة المحيطة واحدةً من أبرز جوانب التصميم، إن لم يكن أهمها، ففي حالة البيت الهولندي استطاع رم كوولهاس تطويع ظروف الموقع البيئية الفريدة والصعبة، بالإضافة إلى طبوغرافية الموقع على النحو الذي يريد.

ولم يكن التحدي مجرد التقيد بارتفاع الكتلة المحصور بأربع أمتار، أو تضاريس الموقع المتفاوتة إلى حدٍّ بعيد، بل أيضاً زيادة مساحة المنزل، فقد اتخذ كوولهاس على عاتقه دمج المنزل فوق وتحت الأرض، وتأمين أربع غرف نوم ومطبخ وغرفة للدراسة وأخرى للمعيشة وترّاسين.

وفي سبيل ذلك قام المعماري المبدع بتطويق المنزل بجدارٍ واحد على مستوى الأرض، لتسليط الضوء على استمرارية المساحات الداخلية والساحات التي تؤدي وظيفة مساحات المعيشية للزوار، ويتألف هذا الجدار من كافة العناصر الوظيفية التي تسمح للمساحة المحيطة به أن تكون حرة ومفتوحة من داخل العلبة الزجاجية المربعة.

في المقابل قام كوولهاس بتشييد منصة عائمة تشغل بمثابة كتلة داعمة لمساحات المعيشة، وترتبط هاتان الكتلتان عن طريق جسرٍ محوري وبابٍ أفقي مفتوح على غرف النوم وعلى مساحات الردهة، وقد تم تسليط الضوء على هذه العلاقة المزدوجة عن طريق استخدام أشكال مختلفة من الزجاج، في حين تم تظليل هذه الأشكال حسبما تقتضي ضرورة التصميم والاتجاه.

بكلماتٍ أخرى، فإن سد هذا الانقسام (بالمعنى الحرفي والمجازي) شكل ممراً منزلقاً مركزياً، استطاع بدوره أن يؤمن اتصالاً وظيفياً وبصرياً بين جزأي التصميم على اختلافهما.

وأخيراً، تم تطويق الموقع البالغة مساحته خمس آلاف متر مربع بأشجار الصنوبر الذهبية، وبما أن القيود المفروضة على المشروع لم تقتصر على الموقع الصعب، ظهرت مشاكل أخرى تتعلق بالارتفاع والمسافة من الطريق المجاور (أربع أمتار أيضاً)، دفعت كوولهاس لشق طريقٍ خاصٍ بالسيارات لتسهيل الوصول والخروج من المنطقة بشكلٍ آمن وفعال.

إقرأ ايضًا