كلية عمارة أسترالية وباسمٍ عربي

7

إنه لشرفٌ كبير أن تحمل إحدى المؤسسات التعليمية اسماً يعود لعلمٍ من أعلام بلادنا العربية، ولكن ما رأيكم أن تكون هذه المؤسسة غربية وخارجة عن نطاق الوطن العربي بأكمله.!!

هذا ما حصل مع المدير التنفيذي لمجموعة صن لاند الإماراتية، السيد سهيل أبديان، إذ وبفضل إنجازاته الكبيرة على صعيد التطوير العقاري، تم طرح مسابقة لتصميم كلية العمارة في جامعة بوند الأسترالية في كوينزلاند، وقد حصل مؤخراً المعماري السير بيتر كوك وغافين ربوثام من استديو CRAB بالتعاون مع البروفيسور بريت آندرسين على اللقب الرابح في هذه المسابقة، لتحمل الآن الكلية اسم كلية سهيل أبديان للعمارة.

ستتربع كتلة الكلية ضمن حرم أراتا إيسوزاكي العائد لعام 1987، كما سيتم ربطها بكلية الاستدامة الخاصة بالجامعة، لتتفرد بتركيبها الخارجي المميز من الخشب المخدد والأسطح المغطاة بالألواح الشاقولية، والذي تناقضه تماماً “الصفائح” الإسمنتية المسلحة في الداخل، التي تجذب ضوء الشمس للمساحات الداخلية حاجبةً الأشعة المباشرة في نفس الوقت، أما بين هذه العناصر فتوضع سلسلةٌ من المراسم المتنوعة والممتدة على طابقين مطلةً على شارعٍ يتصاعد برقةٍ نحو الأعلى، حيث يتوضع على الناحية المقابلة منه سلسلةٌ من المكاتب والمخابر الأنيقة.

وبعيداً عن الاهتمام الدقيق بالتبريد الطبيعي الذي تعتمده الكلية الجديدة إلى جانب استهدافها لتقييمٍ أخضر من فئة الست نجوم، يقدم التصميم المبتكر تنوعاً مذهلاً من المساحات التعليمية التي سيتعذّر على الطلاب نسيانها، فعلى سبيل المثال؛ لن ينسى مرتادوا كلية سهيل أبديان للعمارة تلك “الصفائح” التي تؤمن مكاناً رائعاً للاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، والجلسات النقدية والتجارب المتنوعة.

زد على ذلك، ورشات العمل الاستثنائية التي يقدمها المبنى الجديد بفضل اختراقه لأرض الموقع، إذ يزوّد هذا الأمر ورشات العمل بإطلالةٍ على “حجرةٍ” يتم فيها كشف التجارب والمشاريع المختلفة على منطقة المنصة والحديقة، حيث يكلل المكان عددٌ من الممرات والمنحدرات الخارجية التي تتماشى مع نمط الحياة في كوينزلاند.

فهذا التصميم وحسب رأي الكثيرين ما هو إلا نتيجة حتمية لخبرةٍ واسعة، إذ يعلم الكثيرون بأن السير كوك قد حصل فيما مضى على الميدالية الملكية البريطانية الذهبية في العمارة، كما أن آندرسين أيضاً قد حصل على نفس الميدالية ولكن الأسترالية في العمارة، وكلاهما تتكلل مسيرة أعمالهما بخبرةٍ تدريسيةٍ عالية.

*من تقرير المسابقة نفسها وعن لسان معماريي المشروع:

يمكن لكلية العمارة الجديدة في جامعة بوند أن تكون أشبه برحلةٍ متنوعة المراحل؛ فهي محمية ومحددة في جهة الشمال، في حين أنها مهوية خفيفة وحرة في جهة الجنوب.

أما عن انحناءات مساحاتها الداخلية فتؤسس مركزاً جديداً وناعماً، مركزاً مليء بحيوية تجارب طلاب الكلية وتجمعاتهم الاجتماعية ومحاضراتهم الصغيرة وجلساتهم النقدية وغيرها من الفعاليات العفوية والتلقائية.

وبعيداً عن الممر الداخلي الأصلي، ينحدر الممر الداخلي العريض غاطساً تحت شريط المكتبة الهادئة ليسير بجوار “الصفائح”، ويرتفع بعدها ببطء إلى أعلى المدخل، عاكساً صدى طبغرافية الحديقة المجاورة.

وعن مراسم الكلية ومساحات التجمع الكبرى فتنتشر هذه مطلةً على منصةٍ تراسية تنصهر هي الأخرى بحديقةٍ تمت إعادة زراعتها من جديد خصيصاً للمشروع، فالمنصة والمراسم و”الصفائح” والشارع وشريط المكتبة هي عناصر كان من شأنها جميعاً أن تحدد وترسم خطة التصميم بأكملها.

لقد هدفنا لخلق مبنىً يمكن لمستخدميه أن يحددوا طبيعة نشاطاتهم بسهولة، لذا جاءت العناصر المكوّنة للمبنى؛ كالألواح والصفائح، بتغيراتٍ واضحة في الاتجاه والحجم.

أما عن كسوة المبنى فهي عبارة عن تركيبٍ أرق نوعاً ما، حيث تظهر متموجةً المسقط، وحاميةً للمبنى من أشعة الشمس الشمالية المباشرة (وهي الجهة المعرضة للشمس)، في الوقت الذي تقوم فيه بفلترة وترشيح الضوء الداخل للمساحات الداخلية في الجهة الجنوبية، وبالتالي تساعد على تجنّب الوهج والاكتساب الحراري الزائد.

إقرأ ايضًا