احتفالية الفرح والحزن في كنيسة سن سيت في المكسيك

4

قد تكون ممن حضروا زفافاً ومأتماً في مكانٍ واحد، ولكنك وبكل تأكيد لم تتمكن بعد من اختبار مشاعر الفرح والحزن على اختلافهما في كنيسة Sunset في مدينة أكابولكو المكسيكية.

حيث قام استوديو Bunker باللعب على هذا التناقض خلال عملية تصميم الكنيسة، التي تستقبل احتفالات اليوم الأول في حياة الأزواج الجدد، كما تحتضن أحزان هؤلاء على وفاة أحبائهم.

فما بين الزجاج والإسمنت… الشفافية والصلابة… النسب الكلاسيكية والفوضى الواضحة… استطاع هذا المبنى وعلى شكل صخرة مدمجة بأراضي أكابولكو أن يصوّر لنا التناقض بين حياة الخلود والزوال، على الرغم من أن مطالب رعاة الكنيسة لم تكن بهذا التعقيد على الإطلاق، فقد كانت النية هي خلق مكانٍ بسيط للعبادة يخلو من الأجواء المتكلفة والعمارة المبهرجة بالاستفادة من المشاهد الطبيعية المحيطة.

باستثناء مطلبٍ واحد كان على قدرٍ هائلٍ من الأهمية؛ وهو جعل الشمس تغرب تماماً إلى الخلف من مذبح الصليب، وهو ما يحصل مرتين فقط في السنة فقط في موسمي الاعتدال الربيعي والخريفي، لذا نلاحظ وجود العديد من المقاعد الإسمنتية قبالة الجدار الزجاجي الذي يعلوه صليبٌ كبير على سطحه، وأخيراً وليس آخراً، مجموعة من الأقبية والسراديب خارج وحول الكنيسة.

كما وتم رفد المبنى بمجموعةٍ من الأدراج الداخلية، لتصل بالزوار إلى فتحة الكنيسة المستطيلة، لتسترعينا في الداخل الشقوق الطولانية التي تتخلل الجدران، حيث تمت هندستها عل نحوٍ أكثر من رائع لجعل الضوء يغمر المكان، ولتوفر في الوقت نفسه أقصى قدرٍ ممكنٍ من الإطلالة على الخارج.

أما بالنسبة للضريح، فقد تم تعزيز الأجواء الطوباوية خلال عملية التجديد، على نقيض ما يحدث عادةً من تجريدٍ وطعنٍ في المقدسات في تجديد الأماكن والمزارات الدينية، حيث تم التخلص من الأشجار الكبيرة والغطاء النباتي الكثيف، بالإضافة إلى الصخرة الكبيرة التي كانت تسد الأفق الرئيس للغروب.

ولكن خيار التفجير، فيما يتعلق بالصخور، كان مستبعداً تماماً لأسباب أخلاقية وروحية وبيئية واقتصادية أيضاً، وهو ما عزا بفريق العمل لرفع مستوى الكنيسة بما لا يقل عن خمس أمتار، والإبقاء فقط على النباتات الغريبة والمميزة، على أمل الحد من تأثير المبنى على الموقع إلى ما يقارب نصف مساحة الطابق العلوي.

أخيراً يسترعينا شكل الكنيسة الماثلة على قمة الجبل بمساحةٍ تبلغ حوالي 120 م2، حيث تبدو وكأنها صخرة حجرية أخرى من صخور أكابولكو الغرانيتية الضخمة المكدسة فوق بعضها البعض… في محاولةٍ ناجحة من فريق Bunker لدمج هذا الضريح الأثري والمشهد الطبيعي المحيط.

إقرأ ايضًا