مدينة ريتشارد ماير الخضراء في براغ

14

من تصميم المعماري الأمريكي ريتشارد ماير وفي قلب العاصمة التشيكية براغ، سيتربع هذا المبنى تحت اسم ستي غرين كورت، ليظهر كثالث مبنى من مبانيه ضمن خطته العمرانية Prague 4- Pankrác التي امتدت حتى الآن على عقدٍ من الزمن حاملةً عنوان مشروع “المدينة” ومستهدفةً إنشاء عددٍ من الصروح المعمارية والتطويرات الهامة في المدينة لصالح عملاء محليين.

فبواجهةٍ من الزجاج اللماع تقطعها شفرات عمودية بارزة سيتألق برج ستي غرين كورت بثماني طوابق تم توزيعها حول ردهةٍ خارجيةٍ مفتوحةٍ على الهواء الطلق، تتمركز في وسطها شجرةٌ رائعة لتغطي النباتات المورقة إحدى جدران الطابق الأرضي.

ومع الأخذ بعين الاعتبار أن عمليات إنشاء البرج قد بدأت في أيلول 2010 سيتم إنهاؤه في عام 2012, وسيتضمن ممرات للمشاة تمتد عبر الفناء لتزود المبنى بطرق وصول تربط جهات المبنى المتقابلة، ليحظى بفضل تصميمه المميز على شهادة LEED بلاتينية منذ الآن، والتي جاءت نتيجةً لتعديلاتٍ طرأت على المشروع بهدف ملاقاة الأهدف المستدامة لشركة Skanska للتطوير العقاري، المالك الجديد للبرج.

حيث تركّز الخطة التصميمية لهذه الكتل المعمارية الضخمة على منطقةٍ كانت فيما مضى منطقةً مهملةً في براغ, لتتحول الآن إلى منطقة متعددة الوظائف تتميز بنشاطها وقدرتها على تنشيط الأعمال والتجارة، إلى جانب كونها منطقة سكنية لطيفة غنية بالمسطحات الخضراء والمرافق المتنوعة.

فمع انتهاء برج ستي غرين كورت، سيكون ماير قد أتم العمل على الزاوية الشمالية الغربية من المجمع الهائل بمجموعةٍ تتألف من ثلاث مبانٍ تم تصورها ككتلٍ هندسية تجسد حواراً متواصلاً مع الجوار، أما عن ستي غرين كورت تحديداً، فيظهر تناقضاً واضحاً مع المباني المحيطة به، فهو، وكسابقيه “برج ستي” و”برج ستي بوينت”، مستوحى من اللغة التشيكية التكعيبية بواجهاتٍ تعبيرية تستجيب لمسألة التقاليد والاستدامة وبأشكالٍ تذكرنا بحركة “النخبة” أو أفانت جريد.

أما عن تعليق ماير عن المشروع فيقول “نحن نعمل معاً ليكون ستي غرين كورت معلماً في مجال التصميم الأخضر في جمهورية التشيك، وتعتبر هذه المهمة تحدياً من نوعٍ خاص, إذ أنها تعني إلى حدٍ ما محاكاة الجمال التاريخي لمدينة براغ، وبنفس الوقت خلق صورة حديثة لمستقبل المدينة.”

بالنسبة للألواح العمودية التي تكلل جدارن المبنى الخارجية المستعارة، فقد تم توجيهها مع الأخذ بعين الاعتبار جهة أشعة الشمس خلال النهار، حيث تنبثق من الواجهات الجنوبية والغربية لتقلل من الحرارة الشمسية المكتسبة وتؤمن راحةً وتظليلاً متوازناً داخل المساحات الداخلية من جهة, بالإضافة إلى تزويد المبنى بإطلالات جذابة وكمٍ وافرٍ من ضوء النهار الداخل إليه من جهةٍ أخرى.

وعلى العكس تماماً، لم تحتج الواجهات الشمالية والشرقية للحماية الشمسية, حيث وبفضل تجاور المبنى لناطحة سحاب “ستي” ذات الارتفاع الشاهق من الجهة الشمالية ساعد ذلك في تظليل هاتين الجهتين بكل سهولة.

أخيراً ولتكون أسطح هاتين الواجهتين ملساء وهادئة وأكثر انتظاماً تم استبدال الألواح العمودية الأشبه بالشفرات بزجاجٍ أبيض، بحيث ولدى وضع الواجهات الأربعة جنباً إلى جنب يبدو المبنى مكتسٍ بغطاءٍ ديناميكي متجانس، يختلف مظهره عند رؤيته من النقاط المهمة البعيدة والقريبة.

إقرأ ايضًا