فكرة هندسية معقدة تُترجم في منزلٍ أميريكي

5

في إحدى الضواحي الغربية من مدينة لوس آنجلوس يقع منزل لوسن ويستن بتوقيع معماريي Eric Owen Moss على رقعة أرض تبلغ أبعادها 80×180 متر. بحيث يحتل المنزل الجهة الشمالية من الموقع في حين تشغل الحديقة الجهة الغربية والجنوبية المتبقية والتي تكون على شكل حرف L. وهكذا قام العملاء بوضع خطة بناء محددة جداً تمثل انعكاساً مدروساً لطريقة عيش قاطني المنزل لحياتهم بشكلٍ يومي, وتلائم ما بين وضع مجموعات قطعهم الفنية وارتباطها مع اهتماماتهم العملية.

أما من حيث التفاصيل, فقد تمثّل مركز الترفيه ومساحة التجمع في المنزل بالمطبخ الذي أصبح بمثابة مركز النشاطات الإجتماعية لكلٍ من العائلة والاصدقاء. فهو عبارة عن كتلةٍ أسطوانية ممتدة على ثلاث مستويات، تارةً مفتوحة وتارةً اخرى مغلقة. ويتضمن الطابق الأول ساحة للطبخ وتناول الطعام هذا بالإضافة لمساحة للمعيشة بأنواعٍ متعددة ومتصلة بالكتلة المفتوحة في كلٍ من الطوابق الثلاث. بالإضافة إلى ذلك يوجد في الطابق الثاني ممر وجسر يصل بين جناح نوم الراشدين المجاور للأسطوانة من الجهة الغربية وغرفة نوم الأولاد في نهاية الجانب الشرقي لهذا المشروع.

أما الجسر الموجود في المنزل فيمر بغرفة ثلاثية الارتفاع، ثم يمر في الطابق الثاني من الأسطوانة ليصل إلى غرفة نوم وحمام الراشدين. داخل الأسطوانة يلتقي الجسر بدرجٍ يرتفع ليبقى معلقاً فوق المطبخ وغرفة المعيشة متبعاً الشكل الجانبي للأسطوانة وواصلاً إلى المكتب الموجود في الطابق الثالث والواقع في قمة الأسطوانة. أما فوق درجٍ آخر يحاكي بشكله الجدار المنحي فيوجد هناك منصة خارجية صغيرة.

وبالحديث عن مواد البناء نشير إلى أن الجدار الخارجي المواجه للشارع قد تم بناؤه من إسمنت تم صبّه في موقع البناء، أما باقي جدران المنزل الخارجية فقد صُنعت من الجص الإسمنتي الذي تم تطبيقه بمجرفة رطبة ليعطي المنزل ذلك المظهر الناعم. ونستطيع القول بأن هذا المبنى قد استخدم أنواعاً مختلفةً من النوافذ حيث تبدو وكأن مجموعةً من النوافذ الصغيرة قد شكّلت نافذةً واحدةً كبيرة تزين الواجهة الجنوبية الواقعة قرب الحديقة. حيث تمثّل هذه النافذة بشكلٍ مجمل ومن حيث المفهوم مجموعة أنواع النوافذ المفردة الموزعة على الجدران الخارجية للكتلة.

بإمكاننا القول أن شكل السقف المخروطي لمركز الأسطوانة لا يتطابق مع مركزها هندسياً، لذلك يكون التقاطع بين الأسطوانة والسقف المخروطي عبارة عن خط صاعد ونازل, بدلاً من أن يكون عبارة عن خطٍ أفقي ممكن أن يفصل بينهما في حال كان المركزان متطابقين. كما تم تسطيح قمة المخروط لتمتد منبسطة وتشكل المنصة الصغيرة المطلة على المحيط في الطابق الرابع. أما بعد ذلك فقد تم حفر سقف الأسطوانة نظرياً بشريحة عمودية تمتد عبر المخروط من الشمال وحتى الجنوب لتصور قطع قوسٍ مكافئ.

وباستخدام القطع المكافئ كقالب يمتد القوس من الشريحة داخل المخروط شرقاً وحتى نهاية المبنى من الجهة المطلة على الشارع ليصوّر السقف المقبب الذي يؤطر ما تبقى من المنزل. هنا لابد لنا من أن نشير إلى أن مجرد قسم من القبة النظرية قد تم إنشاؤه فعلاً. حيث يظهر نموذج القبة الكاملة بشكلٍ كاملٍ عند الدعامة الفولاذية الخشبية المفردة الداعمة للسقف الممتدة فوق الباب. وهذه الدعامة ما هي إلا واحدة من سلسلةٍ تدعم القبة والتي تحدد الامتداد الكامل لخط القطع المكافئ الشرقي الغربي الواقع في سقف المخروط.

على الرغم من غرابة التصميم والصعوبات التي رافقت إنشاؤه يمكننا القول بأن النتيجة كانت مذهلة فهو بلاشك يقدم تجربةً سكنيةً فريدةً من نوعها لقاطنيه.

إقرأ ايضًا