فوستر يحلق بجناحٍ جديد للفن الأميركي

6

كشف السير نورمان فوستر النقاب عن جناح الفن الأميركي التابع لمتحف الفنون الجميلة MFA في بوسطن، وذلك بالتعاون مع شركة CBT/Childs BertmanTseckares المعمارية ومقرها بوسطن أيضاً.

يهدف الجناح الجديد إلى إثراء تجربة الزيارة وإعادة البريق إلى المتحف القائم وعلاقته مع حديقة “باك بي فنز” من تصميم فريدريك لو أولمستد في عام 1877.

يضم الجناح الجديد 53 معرضاً جديداً بما في ذلك مجموعات الفن الأميركي، ويسلط الضوء في الوقت نفسه على مجموعات المتحف الخمس التي تشكل مجتمعةً وحدةً متماسكة ومقروءة، فمتحف الفنون الجميلة هو أكثر من مؤسسة ثقافية -على حد تعبير فوستر- إنه محفزٌ لتجديد حيٍّ بأكمله في بوسطن، إذ فقد المتحف بمرور الوقت صلته مع الحديقة المجاورة والمشاهد الخلابة التي خطها فريدريك لو أولمستد هناك.

ولكن فوستر بحنكته المعمارية المعهودة استطاع انتشال المتحف القديم من تصميم المعماري غي لويل وتسليط الضوء من جديد على مدخل حديقة “فن وي” الرائع، وذلك من خلال إقحام المشهد الطبيعي عميقاً في قلب المبنى وعلى طول شارع هنتغتون، وكانت النتيجة عبارة عن متحف بارز بشكلٍ أكبر قادر على تدعيم الأواصر ما بين الحديقة والمتحف والمجتمع المحلي.

حيث نجح الجناح الجديد بالحفاظ على روح المتحف الذي يعود ترايخ بنائه إلى العام 1870، وذلك من خلال استعادة منطق المخطط الأصلي، فقد تمت إعادة التأكيد على محور المبنى المركزي مع إعادة المدخل الرئيسي إلى الجنوب في شارع هنتنغتون “شارع الفنون” وإعادة فتحه على الشمال أي على مدخل حديقة “فن وي” الذي تمت إعادة تهيئته على يد فوستر نفسه، أما وفي قلب هذا المحور فيوجد هنالك مركزٌ جديد لتقديم المعلومات حيث يبدأ الزوار جولتهم.

إذ تبدأ جولة الزوار بالتعرف على الكتلة المزججة القائمة بذاتها والتي تم إقحامها بين جناحي المبنى الرئيسي لتمثل جناح الفن الأميركي، وتتألف هذه الكتلة من أربعة طوابق الأمر الذي يزيد بشكلٍ كبير من مساحة العرض داخل المتحف، إذ تفسح المجال أمام عرض أكثر من 5000 مجموعة فنية.

من جهةٍ أخرى فإن هذا المشروع يعتبر المشروع الأول الذي يقوم فيه فوستر بتصميم جناح معرض كامل بما في ذلك التركيبات الديكورية والتجهيزات التقنية، كما وتمثل صالات العرض الثلاثة والخمسون ثمرة التعاون الوثيق مع القيمين على المتحف والمسؤولين عن ترميمه.

يسترعينا بالنظر إلى التصميم من بعيد بأن المبنى الرئيسي للجناح يلتقي مع محور المبنى الرئيسي ليطوق بذلك الفناء الزجاجي القائم بشكلٍ جزئي، الأمر الذي يكشف عن مساحاتٍ للزوار وممرٍ يؤدي إلى المجموعات الأخرى بالإضافة إلى مقهى ومعرضٍ جديد للمعارض الخاصة إلى الأسفل.

من الجدير ذكره هنا أن فوستر قد أراد للفناء بأن يكون موفراً للطاقة، ولذلك ركز على إضائته بشكلٍ طبيعيٍّ إلى جانب مساحات العرض ناهيك عن تزويده بأحدث النظم لمراقبة المناخ، كما وقام بتصميم المساحات على نحوٍ غاية في الوضوح والانفتاح على الخارج.

وبالحديث عن الخارج، فقد تم تصميم الأراضي الطبيعية لتعزيز الروابط مع حديقة “باك بي فنز” بالاستفادة من تقليد أولمستد الرومانسي، والذي يظهر بالنظر إلى المسارات المتعرجة والنباتات المحلية التي جلبت المساحات الخضراء من الحديقة الى المبنى، حيث نلاحظ أنه قد تم تطويق الفناء الجديد والجناح الأميركي بالعديد من المشاهد الطبيعية من الحديقة.

ونختتم بكلمات فوستر الذي علق بقوله “لقد سعيت إلى ضخ نفسٍ جديد على القيود التاريخية للموقع، الأمر الذي سوف يظهر جلياً بطريقة عرض مجموعة المتحف من الفن الأميركي الاستثنائي بطريقةٍ من شأنها أن تثير وتسعد الزوار وتغني من ثقافتهم في الوقت نفسه.”

إقرأ ايضًا