فيلا روتردام

7

نفذ صبر هذه الفيلا… ولم يعد بمقدورها أن تحتمل المزيد من أعمال التوسعة، فقد شهدت فيلا روتردام وعلى مر العقود الأخيرة العديد من اللمسات المعمارية من هنا وهناك، ولكن يبدو أن هذه المرة هي المرة الأخيرة، فكعادة جميع المنازل تبدأ القصة مع رغبة ربة المنزل بتجديد المطبخ وما تلبث أن تنتهي بعد ذلك بعملية تجديدٍ كاملة وشاملة!

يستند التصميم الجديد للفيلا الممتدة على مساحة أكثر من 500 م2على الربط ما بين نقطتين؛ الأولى هي قمة المنزل والثانية هي عمق التوسعة، وذلك حسبما ورد عن Eva Pfannes، المعمارية الهولندية التي قامت بإعادة تصميم المنزل بالاشتراك مع زميلها Sylvain Hartenberg، من استديو Ooze، لتكون النتيجة عبارة عن كتلتين متعامدتين يعلوهما سقفٌ مائل، بالإضافة إلى مبنىً نصف دائري أكثر انخفاضاً في الوسط، يربط ما بين هاتين الكتلتين، والعديد العديد من الملحقات على الجانب الآخر في الزاوية جعلت من المنزل يبدو وكأنه منجل.

فقد أراد مالك الفيلا إعادة توحيد هذه الأجزاء غير المنسجمة وجعلها وحدةً متكاملة ومنطقية، وبالفعل تم له ما أراد والفضل لعملية الربط التي تحدثنا عنها بين قمة المنزل وعمق التوسعة، حيث ساهمت هذه العملية بتشكيل الكسوة الجديدة المطوقة للمنزل القديم فضلاً عن العديد من المساحات الجديدة، والتي تبدو للوهلة الأولى وكأنها قبعة موضوعة على رأس المنزل القديم للتخفيف من حمل الطوابق والأسقف الإضافية، ويعتبر المطبخ إحدى أهم هذه المساحات، جنباً إلى جنب مع غرف النوم الجديدة التي تشكل الأدراج الأساس لها جميعاً.

بالمجمل، لقد تمت إعادة تنظيم التصميم حول فراغٍ مركزي، دون أن يلغي ذلك من أهمية الدرج الجديد بجوار الجدار الشمالي، حيث يقوم هذا الدرج بالربط ما بين الطابق الأول والثاني، أما في الداخل فنلاحظ العديد من الأشكال الخشبية المثلثية مسبقة الصنع، في إشارةٍ إلى السقف القديم، وقد تم تنفيذ هذه الأشكال جنباً إلى جنب مع السقف والجدران والأرضية من خشب اللينوتك الصلب وبدقةٍ بالغة مسبقاً قبل ترحيلها إلى موقع المشروع.

وأخيراً سوف تستشعر عزيزي القارئ بمجرد دخول فيلا روتردام العديد من العناصر القديمة وقد تم دمجها مع تلك الحديثة، فقد حافظ فريق العمل أثناء تنفيذ الكتلة الجديدة على جدران الفيلا القديمة، في محاولةٍ ناجحة لاستبدال القديم بالجديد ولكن تدريجياً، وهو ما لبى رغبة الزبون في خلق ثقافةٍ جديدة دون المساس بحرمة الكتلة الأصلية.

إقرأ ايضًا