منزلٌ وظيفي؛ ومكانٌ للتفاعل الاجتماعي؛ ومساحةٌ هادئة

5

كانت متطلبات العميل لشركة Stufkens + Chambers المعمارية بسيطة للغاية؛ فقد أراد منزلاً بخطة مفتوحة ومواد بناء طبيعية، يكون قادراً على احتضان عائلته الآخذة بالتزايد مع ضيوفها الكثيرين.

كما كان العميل يبحث عن مسكنٍ يمكنه العمل على عدة مستويات؛ أولاً كمنزلٍ وظيفي، وثانياً كمكانٍ للتفاعل الاجتماعي مع الأصدقاء وزملاء المهنة، وثالثاً وأخيراً كمكانٍ هادئٍ وصافٍ.

إلا أن بساطة متطلبات العميل لم تعنِ عدم وجود أية معيقات أو تحديات؛ فقد ظهرت قيود الموقع من جهة، وبرزت صعوبة بناء منزلٍ معاصر في شارعٍ تغلب عليه المنازل التقليدية من جهةٍ أخرى.

وهكذا ولد المنزل بثلاثة طوابق وثلاثة مبانٍ منفصلة، تجمعها مع بعضها البعض روابط شفافة تلتف حول فناءٍ مفتوح.

يتضمن المنزل ككل خمسة غرف نوم وبعض مناطق المعيشة إلى جانب مكتب وغرفة للرياضة وبركة مائية مجاورة ومنتجع، بالإضافة إلى قبوٍ لتعتيق النبيذ وكراجات متعددة.

قد يبدو الوصف أقرب بمجمع أو مركز مختلط الاستخدامات، لكنه في الحقيقة منزلٌ واحدٌ فاخر.

لكنه ليس مجرد منزل مزود بالعديد من مرافق الرفاهية والراحة، بل هو منزلٌ مميز بطريقة تحريه واستكشافه لعملية الوصول والحركة عبر المساحات أيضاً… بكل حريةٍ وانسيابيةٍ وتعاقب.

استخدم المعماريون في بناء المنزل مجموعةً من المواد الطبيعية المحدودة؛ كقشر خشب الجوز والأرضيات الخشبية والجدران الخرسانية المسلحة المكشوفة والمتماوجة، والزجاج المخربش وأخيراً المساحات الداخلية البسيطة والبيضاء.

كل ذلك لخلق مبنى حديث خارج عن تعريف الزمن وملائم لموقع العمراني في نيوزيلاندا.

بالنسبة لأجنحة المعيشة فيمكن فتحها كلياً للسماح للهواء الطبيعي بالتدفق وإفساح المجال أمام الإطلالات على البحر.

أما عن المطبخ فهو محور مناطق المعيشة، لذا تم التعامل معه بطريقةٍ خاصة للغاية، سواءً من حين استخدام قشرة خشب الجوز الغنية أو من حيث العناصر التصميمية التي تستمر وتتواصل عبر أرجاء المنزل.

صحيحٌ أننا قد أشرنا آنفاً لامتلاك المنزل خطةً مفتوحة، لكن هذا قد ترافق مع تعددٍ في المستويات، حيث تقسم الأخيرة خطة منطقة المعيشة المفتوحة ومنطقة الدخول، لتسمح بذلك بجذب الاطلالات نحو الداخل، وفتح فجوةٍ تحتضن جسراً شفافاً يرتبط بالتراس المواجه لجهة الشمال.

أخيراً يأتي دور غرفة الميديا/الاستراحة الموجودة في الطابق الأرضي، وهي عبارة عن غرفة معزولة صوتياً بمزيجٍ من الجدران الشفافة والصلبة، التي تحتضن أيضاً مخزناً للنبيذ مكيفاً هوائياً.

فإلى جانب الستائر المؤتمتة هنالك مكيّف هوائي محلي تم إخفاؤه ببراعة، بالإضافة إلى نظام تزجيج مضاعف يؤمن مستويات عالية من الراحة حتى في فترات ما بعد الظهيرة المشمسة، وتم عزل بلاطة الطابق الأرضي وجدرانها وسقفها بعناية، للحد من الخسارة والاكتساب الحراري، ولخلق بيئة معيشية مريحة ومناسبة.

إقرأ ايضًا