في بيئيةٍ ريفيةٍ طبيعيةٍ في منطقة أوتريخت في هولندا، تقدم شركة Drost + van Veen architecten الهولندية للعمارة والتصميم العمراني ومقرها روتردام، مبنىً تجارياً جديداً باسمٍ مثيرٍ للاهتمام وهو de kleine Kikker للرعاية النهارية للأطفال، أي ما يعني “الضفدع الصغير”. حيث يعتبر هذا المشروع تصميماً مرحاً وممتعاً بكثيرٍ من الألوان وإطلالةٍ لطيفةٍ على الخراف التي ترعى في المروج المجاورة، مما يقدم للأطفال بيئةً جميلةً تشجعهم على الانتساب إليه.
تبلغ مساحة هذا المشروع 520 متراً مربعاً، تحيط بها من جهة اليسار مزرعةٌ قديمةٌ مميزةٌ، تشكل معلماً هاماً بسقفٍ من القش، في حين تحيط بها من جهة اليمين زريبة بقرٍ خشبية.
وقد تم تصور المبنى الجديد كنموذجٍ معاصرٍ من المزارع، في كلٍّ من عناصر الشكل والمادة والبناء (الكتلة الفولاذية). حيث تتناقض الواجهة الملونة وسقف الألمنيوم مع البيئة الريفية المحيطة.
أما شكل السقف مستدق الطرف فيشير إلى مبنى المزرعة الموجود في المنطقة. وباتجاه الجهة الخلفية منه، يتحول هذا المركز إلى مبنى وظيفيٍّ محدثٍ ذي سقفٍ مسطَّحٍ، بدلاً من مظهر المزرعة التقليدي.
هذا ويتضمن التوسيع الجديد أربعة مساحاتٍ للأطفال تتراوح أعمارهم بين حديثي الولادة والسن الرابعة، إذ يعد تنظيم المساحات بسيطاً ومنطقياً، على الرغم من أنه يقدم مناظر مفاجئة من غرفة إلى أخرى، مما يجعل منه بيئةً ممتازةً للأطفال ومرشديهم.
على المستوى الشكلي، يُلاحَظ أن هذا المبنى متطابقٌ في طابقيه الاثنين، لينعكس تنظيم مركز الرعاية النهارية عبر المحور المركزي للمبنى.
علاوةً على هذا، هناك تقسيمٌ واضحٌ في ثلاث نطاقات. حيث يتم حجز الواجهة من أجل الموظفين، بينما يُستَخدم النطاق الأوسط كملعبٍ ومدخلٍ في آنٍ معاً، في حين يحتوي النطاق الثالث في الخلف على مجموعات الأطفال.
أما الجزء الأمثل في المركز فيتمثل في الشرفة الكبيرة خلف النطاق الأوسط التي تخلق المساحة الخارجية للأطفال على الطابق الأول، وتعمل أيضاً كمظلةٍ شمسيةٍ تحمي الطابق الأرضي من أشعة الشمس المباشرة.
وبما أنه من الضروري أن يراعي أي مشروعٍ معيار الانسجام مع سياقه العمراني، نجد أن شكل مركز De kleine Kikker المتميز يشير إلى شكل المباني المحيطة، بينما يتيح عنصر المفاجأة عبر شكله المختلف واستخدامه للمواد والألوان.
بهذه الطريقة، يشكل هذا المركز الذي بلغت كلفته النهائية 700,000 دولار أمريكي صرحاً معمارياً يتناسب تماماً مع بيئته الخضراء، ليصبح امتداداً لألوان ومواد وأشكال الطبيعة، على الرغم من بعض الاختلافات التي تضيف سمةً أخرى من سمات التميُّز.