وقعت شركة Wingårdh Arkitektkontor AB السويدية عقداً تتخذ فيه على عاتقها تصميم مركز Müritzeum للزوار واكتشاف الطبيعة في بحيرة Müritz بالقرب من الحديقة الوطنية، وذلك على مقربة من مدينة Waren في Mecklenburg الألمانية، وبالفعل فقد فتح المركز أبوابه في وجه العامة في آب من عام 2007، وكشف في طريقه عن أكبر حوض أسماك في المياه العذبة في ألمانيا جمعاء.
كما وقد كشف مركز Müritzeum عن عمارةٍ فريدة بقلم المصمم السويدي Gert Wingårdh والذي قام بتلخيصها بنفسه قائلاً “إنه عبارة عن اثنين من المخاريط التي تكشف عن تحولٍ طفيفٍ في التصميم وتقوم بتشكيل المبنى، في حين أن الشكل الدائري ينفتح نحو الأعلى عن طريق اقتطاع العديد من الأجزاء على نحوٍ حاد، ويعتبر قطاع المدخل الجزء الأبرز في التصميم، في حين يتوافق الشكل العائم للمبنى مع تربعه على البحيرة.”
فقد أضاف الجدار الذي يتألف من عناصر خشبية، حضوراً ساحراً على المكان، حيث تمّ حرق هذه الأخشاب لتتخذ شكل الفحم في النهاية، وهنا يعلّق Wingårdh قائلاً “وأخيراً حصلنا على تصميمٍ خارجي لا يحتاج للصيانة بفضل الخشب!”، فقد نتج عن انخفاض المخاريط المقوسة الخارج الذي استطاع بدوره أن يمتص الضوء مثل ثقبٍ أسود في المكان، وفي الوقت نفسه يخدم كألواحٍ مرصوفة على مسافاتٍ قريبة والتي تقوم بطرح أشعة الشمس في بياض الرماد.”
من جهةٍ أخرى يسترعي انتباه زائر المركز وجود غرفةٍ عالية مركزية يحيط بها سلسةٌ من المعارض التي تقوم بتسليط الضوء على العصر الجليدي والحيوانات والنباتات والأنواع البشرية والقائمة تطول، بالإضافة إلى فتحةٍ يمكن الوصول من خلالها مباشرةً إلى الحديقة المحيطة بالمركز، والتي تضم بدورها مبنىً أثري للمعرض ومنتزه للمشي حول بحيرة Herrensee الصغيرة، وأخيراً السقف النهائي للتسلق والوصول إلى المنصة المطلة على بحيرة Müritz.
أما في الغرفة المركزية، فيقبع هنالك أكبر حوض للسمك في المياه العذبة في ألمانيا والذي تصحبه مياهٌ ضحلة واسعة، حيث يتم الإعلان مسبقاً عن وحدة الحوض في الطابق الأدنى منه، أما وعند مستوى الدخول يسترعي انتباخ الزائر وجود نافذةٍ بارزة على الخليج في الخارج، في حين يضم الطابق السفلي معرض “قطعة مقاومة” أو pièce de résistance ؛ وهو عبارة عن نافذةٍ تمّ إقحامها في مياه Herrensee للتعرف على سمك الشبوط الذي يعيش في البحيرة، إنه في الواقع بركة نظيفة تمّ فصلها عن مياه البحيرة العكرة.
وأخيراً فقد اعتمد Wingårdh تقنية تصميمٍ فريدة، تشغل فيها النافذة الزجاجية المطلة على الخليج والحوض الزجاجي في وسط المياه إلى جانب سياج الحديقة، مدخل المركز، من جهةٍ أخرى فإن الشقوق الطولية المتوازية التي تم إقتطاعها من المخاريط، بالإضافة إلى السقف البارز بشكلٍ ملحوظ فوق الواجهة الجنوبية، والواجهة الزجاجية ذات الارتفاع المزدوج، قد تمّ طليها جميعاً باللون الأصفر، أما خشب اللاركس الغني والمبلور فإنه يتلقى عنايةً خاصة كما ولو أنه قاربٌ خشبي.