قاعة المهرجانات الشتوية في النمسا

9

تماماً بجوار قاعة المهرجانات الصيفية وبوحيٍ من طبغرافية الموقع، تنبثق قاعة المهرجانات الشتوية المميزة في مدينة تيرول النمساوية بتوقيع معماريي شركة Delugan Meissl.

فباختيارهم لهذا الموقع الفريد استطاعت القاعة أن ترتبط بشكلٍ مباشر مع المناظر الطبيعية مع إشارةٍ ديناميكيةٍ لنظيراتها التاريخية والخلفية الخلابة ذات التشكيلات الصخرية. إذ تتواجه الأبنية مع بعضها البعض وتكمل وتعزز الطريقة الإنشائية المشيرة للمناظر الطبيعية في جوٍ من التفاعل والتواصل، حيث الألوان والهندسة يؤكدان على ازدواجية القديم والحديث.

وبما أن المبنى الموجود أصلاً في الموقع يظهر في المقدمة خلال فترة المهرجان الصيفي, يأتي دور التغير في الفصول في قلب وتحويل ألوان المجموعة. وهكذا يأتي هذا المبنى مشابهاً في تصميمه التصنيف البنائي السائد في المنطقة، ولكن مع بعض الأخطاء الاعتراضية التي تشير بطريقة ترتيبها الاستراتيجية إلى مدخل المبنى, ليأتي ليلاً دور الواجهة المميزة في السماح للمارين في الخارج بمشاهدة المساحات الداخلية المتوهجة، مع تأمين مدخلٍ مذهلٍ إلى بهو قاعة المهرجان.

كما يمكننا القول أن طبوغرافية المناظر الطبيعية المحيطة تستمر داخل المبنى، حيث يقود عاملان أساسيان المقاربة المعمارية المعتمدة في المشروع؛ الأول هو التفاعل ما بين المساحات الداخلية والطبيعة المحيطة، والثاني هو التكوين الفراغي المكّثف لقاعة الحفلات الوظيفية ذات السمعة الدولية.

إذ يعزز التصميم المفهومي ميزات وخصائص المساحة المحيطة, كما تحدد الإشارات البصرية الانسيابية وتلك الفراغية الوظيفية طريقة التصميم, حيث تركز المساحات ذات المناطق والتركيبات المتنوعة على الاتصال والسلام من جهة وعلى الديناميكية والتركيز من جهةٍ أخرى. لتتحول الظروف المعمارية لمساحات المبنى الداخلية إلى سيطرةٍ رقيقة على التسلسل الحركي بالاعتماد على طريقة إدراكها المادي.

وبنفس الطريقة يندمج درج المدخل مع طبوغرافية الموقع مرشداً الزوار إلى المساحات الداخلية للمبنى, حيث توجد كلاً من طاولة الإستقبال وغرفة المعاطف على مقربةٍ منه. أما البهو غير المتماثل فيسمح بنطاقٍ واسعٍ من الإنطباعات للبيئة الطبيعية المحيطة ولقاعة المهرجانات الصيفية الموجودة.

وفي الاتجاه المعاكس يقود الزوار درجٌ آخر يؤدي بهم إلى صالة العرض الواقعة في الطابق العلوي حيث يمكن اختبار العلاقة ما بين المساحات الخارجية والداخلية بشكلٍ مذهل, وذلك بفضل الواجهة الغربية الزجاجية, بالإضافة للوظائف الثانوية للمبنى التي تقع أيضاً في الطابق العلوي.

أخيراً بالنسبة للممرات والردهات الفراغية فقد تم تصميمها جميعاً لتتمتع بوظيفتها وجوها العام, كما تضيق وتتسع مناطق الاتصال ومساحات التجوال, وتتنوع ارتفاعات الأسقف في الداخل, مترجمةً هندسة المبنى الإنشائية بطريقة حسيةٍ شاملة.

إقرأ ايضًا