“مع مرور الوقت تتحول الأحداث التاريخية إلى ذكريات، فالوقت نفسه هو من يقف مرة أخرى ليلقي بنظرةٍ على الماضي” هذا هو المفهوم الرئيس لمعرض الحجرات السبع من تصميم فريق Cheungvogl المعماري الشاب في داليان الصين، والذي يهدف إلى خلق لحظة استقبال وتفكير وتفاعل فردية لدى الزائر مع تاريخ الصين العريق، دون أن يؤثر ذلك على الظروف المؤقتة.
وذلك من خلال المجموعة الفنية المعروضة والخاصة بالأحداث العرضية الثقافية والاجتماعية خارج السياق الحالي، والتي خلقت بدورها فرصة للقاءٍ صامت مع مختلف القطع الفنية، وبالتالي توثيق التاريخ الصيني العائد لآلاف السنين والذي قاد إلى اليوم.
وللاستفادة الكاملة من هذه الفرصة تعمد فريق العمل الإبقاء على السياق المادي في الظلام، في حين تمت إضاءة القطع الفنية من الأعلى بشكلٍ اصطناعي على نحوٍ يحاكي أشعة الشمس في دلالةً على أن التاريخ لن ينتهي أبداً وبأن البشر خالدون… فبالتركيز على هذه اللوحات التصويرية كان الغرض التركيز على الهدف وراء الخلق غير الواضح…حسب اعتقادهم.
ولم يكن الغرض أبداً وراء هذا المعرض، كغيره من المعارض عرض مجموعة من القطع الفنية ووضعها ضمن فهرس، كما يحدث عادةً، ولكن السفر عبر الزمن من خلال طريق مظلم، بالاستعانة ببعض الأضواء التي تشع من حجرة إلى حجرة.
فهنا فقط يترك الزائر وحده ليستقبل ويفسر ويتفاعل مع المعروضات الثقافية والدينية والاجتماعية أو السياسية، وهنا فقط يمكنه أن يعود بالزمن 5 آلاف سنة إلى الوراء، وأن يلتقي مع التراث القديم الذي أدى إلى يومنا هذا.
وعلى نقيض الداخل الخالد، قام فريق Cheungvogl بتثبيت تركيبات خارجية على الحجرات السبع لدعوة الزوار إلى الدخول وتجربة تقليد تاي تشي تشوان، وهو تقليد صيني متوارث يدعو إلى اتصال الفرد والسياق على أرض الواقع… فعندما يتصل العقل والجسم مع السياق العام بشكلٍ وثيق، غالباً ما يكون الطريق الذي أدى إلى الحالة القائمة غارقاً في ظلام ذاكرتنا وما يلبث أن يتلاشى ويصبح تاريخاً منسياً.