تعيين شركة معمارية لتصميم جامع غراوند زيرو

11

لابد أنكم قد شاهدتم أو سمعتم عن المظاهرات التي خرجت لتطوف شوارع نيويورك بين مؤيدٍ ومعارضٍ لقيام المركز الإسلامي المزمع بناؤه وسط مانهاتن، والذي كان وحتى الآن بلا شركةٍ معمارية تتبنى تصميمه قبل أن تقوم شركة SOMA ومقرها نيويورك بإنقاذ الموقف وتبدأ في تصميم واحدٍ من أكثر المباني جدلاً في العالم؛ إذ تنتشر في نيويورك شائعاتٍ مغرضة هدفت للإساءة لصورة الإسلام، وآخرها تتحدث عن بناء قلعةٍ إسلامية في موقع غراوند زيرو تحمل عبارة “برعاية القاعدة” على مدخلها.

إلا أن الواقع يثبت عكس هذه الأقاويل تماماً، فالقضية ليست قضية مسجدٍ والسلام، فالمشروع هو مركزٍ اجتماعي متعدد الأديان يتضمن مصلى للمسلمين ويقع على بعد جادتين إلى شمال الموقع القديم لمركز التجارة العالمي، وخير دليل على صحة الخبر الرسوم التصويرية التي أصدرها معماريو SOMA بقيادة المعماري ميشال عبود الحائز على درجة ماجستير في العمارة من جامعة كولومبيا، حيث تكشف هذه الرسوم عن تصميمٍ عصريٍ للغاية نجح بأن يأخذ النمط النيويوركي الحديث بعين الاعتبار.

يطلق على المبنى اسم بارك 51 تيمناً بمقره الكائن في مبنىً لتصنيع المعاطف في محلة Park Place، ويتألف من 13 طابقاً وواجهةٍ بيضاء تزينها العديد من الأشكال الهندسية المتشابكة، وفي هذا إشارةُ واضحة إلى زخارف الأرابيسك المعقدة التي تتميز بها العمارة الإسلامية، ولكن وخلافاً للدعاية السيئة التي انهالت عليه في الآونة الأخيرة، فإن تصميم المبنى جاء ليرحب بتعدد الأديان والعلمانية أيضاً، وأكبر دليل على ذلك أن مصمم المشروع نفسه هو معماري لبناني مسيحي كاثوليكي، جاء بتصاميم غاية في الروعة ليثبت بتعاونه مع الجهة المطورة تأخي الطوائف والأديان في واحدٍ من أكثر المشاريع جدلاً في العالم.

ويقود حملة رعاية المركز الإمام فيصل عبد الرؤوف وشريف الجمال الذي أكد من جهته بأن هذا المركز ليس مسجداً فقط، فقد تم تخصيص نحو ربع مساحة المركز لأمور الرياضة واللياقة البدنية والتي ترجو الجهة الداعمة للمشروع “مبادرة قرطبة” أن يستقطب سكان نيويورك من كافة الأعراق والأديان للحصول على اشتراكٍ عائليٍ سنوي قيمته 2700 دولار، حيث سيتم تخصيص طابق آخر لرعاية الأطفال وترفيههم.

كما وسوف يضم المجمع الإسلامي الجديد -بغض النظر عن مسجد الصلاة- مدرجاً يستوعب حتى 500 شخص ومطعماً ومدرسةً لتعليم الطبخ بالإضافة إلى مساحة تعليمية ومساحة للمعارض وغرفةً للقراءة واستوديوهات فنية، وأخيراً وليس آخراً سوف يكشف المركز عن نصبٍ تذكاري لضحايا 11 أيلول.

ولا تُشكل هذه الرسوم التصويرية سوى رؤية لما يمكن أن يكون شكل المبنى، إذ لايزال منصب كبير مهندسي المشروع شاغراً، في الوقت الذي سيستغرق الأمر 3 سنوات قبل أن يبدأ العمل الفعلي، وتأمل “مبادرة قرطبة” بأن تكون الضجة قد هدأت بحلول ذلك الوقت، والتي تشنها الجماعات المسيحية الإنجيلية والسياسية اليمينية زاعمةً بأن “بارك 51” هو مسجد النصر بالنسبة للمسلمين الذين يحتفون فيه بمجد 11 أيلول… حيث كانت من أكثر الردود تطرفاً تهديد القس تيري جونز بحرق المصاحف احتجاجاً على بناء المركز.

ترجمة وتحرير هبة سميح رجوب

إقرأ ايضًا