يبدو أنه وبعد ثلاثين عامٍ من إهمال مدينتي Edcouch و Elsa في تكساس بأميركا، سيعوضهم هذا البناء الملون الجميل عن الحرمان الذي كان سكانهم يعانون منه في مجال الأبنيةٍ الخدميةٍ طوال ثلاثة عقود. إذ تقوم شركة Kell Muñoz Architects الآن بتنفيذ مشروعٍ لبناء مركزٍ للفنون الجميلة بالتعاون مع المدرسة المحلية في المنطقة، التي تعتبر أطول منطقةٍ في الدلتا على طول وادي Lower Rio Grande Valley بين مدينتي Harlingen و Edinburg. وسيحتل المركز هذا مساحة 31,000 قدمٍ مربعة، كما سيتضمن مدرجاً يتسع لـ 975 مقعدٍ مجهزٍ لعالم الفن بكل تقنيات الصوت والصورة.
ومن الجدير ذكره أن ميزانية المشروع لم تتجاوز مبلغ 5,7 مليون دولار وذلك لأسبابٍ تتعلق بمحدودية قدرات المدرسة. حيث نشأ هذا المركز بعد نقاشاتٍ طويلةٍ بين فنانيين وناشطين سياسيين والأهالي والمعلمين في المدرسة وبعض المؤرخين والفلكلوريين، كلهم تعاونوا لخلق هذا المكان الذي يهدف لجمع الناس في مكانٍ واحد. ومن الملفت للنظر في هذا المركز أنه يستضيف حفلاتٍ موسيقيةٍ وعروضٍ مسرحيةٍ لفنانيين محترفين، ولكن تبقى الأولوية لعروض الطلاب. حيث راعى التصميم احتواء قاعات تدريبٍ للصوت ومنصاتٍ للتدرب على تأدية الأدوار، بالإضافة إلى كل ما يمكن أن يحتاجه المتدرب.
ليكون الناتج في النهاية مبنىً من صميم الوقت الحاضر، مفعمٌ بالحداثة المرتبطة بتعدد الثقافات المحلية، بالإضافة لحداثةٍ ترتبط بالمكسيك. فبهدف جعل موقع البناء واضحاً، تم اختيار أراضٍ مرتفعةٍ يتربع عليها المركز بشموخٍ بحيث يمكن رؤيته من بعيد من كل الإتجاهات. لتأتي ألوان جدرانه الخارجية فتزيده تألقاً، حيث مزجت الفن بالعمارة بأنشودةٍ مدرسيةٍ يصدح صوتها من داخل المركز. كما تتنوع ألوان الطيف على جدرانه مع تصاويرٍ جدرايةٍ تجعله ينطق جمالاً وسط المناظر الطبيعية البكماء التي تحيط به.
وفي الختام نذكر أن المصممين قد استلهموا هذا البناء المبتكر للفنون الجميلة من النوتات الموسيقية في مجتمعٍ مفعمٍ بإبداعات الطلاب وعواطفهم وطموحهم. فهو مكانٌ سيمكن الطلاب من نيل تعليمهم في بيئةٍ مليئةٍ بالطموح والأمل، وهو أملٌ سيحققونه يوماً بالإصرار والعمل الدؤوب للوصول للاحترافية في مجال الفنون