في ظل حملة إعادة تطوير ضواحي هولندا ومع تزايد أعداد المتقاعدين عن العمل في البلاد، ساهمت شركة Arons en Gelauff الوطنية الهولندية بدعم هذه الخطة من خلال تقديم مشروع ” “de Plussenburghليضم العديد من الشقق السكنية ومرآباً لركن السيارات لصالحStichting Ouderenhuisvesting Rotterdam في مدينة روتردام.
ففي عام 2001، طلبت مسابقة دعوة تصميماً لمشروعٍ سكنيٍّ للمتقاعدين، هادفةً من ورائه إلى الحصول على تصميمٍ يضع معياراً جديداً للنوعية المعمارية لمجموعة من المشاريع القادمة في ظل إعادة التطوير الطموحة لمركز IJsselmonde، وهو أحد ضواحي روتردام.
تم استيحاء التصميم الخاص بكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن الـ 55 عاماً وأكثر من فكرة التقاعد الوشيك لجيل المصلحين. كما يعتنق هذا المشروع مبدأ التصدي للتقدم في السن من خلال اقتراح مجمَّعٍ سكنيٍّ ملوّنٍ ومرح بميزانية 15,100,000 يورو ومساحةٍ مبنيةٍ قدرها 15,678 متر مربع.
إذ يعتبر المبنى تشكيلةً مثيرةً لبرجٍ وشريحةٍ خشبيةٍ مرتفعة. حيث ترتفع كتلة الشريحة الخشبية بمقدار 11 متراً فوق الماء وتفتح منظراً أخاذاً على البركة الموجودة من المشفى الخاص المجاور والموجود في المنطقة من قبل. بينما تخلق المساحة المصغَّرة من البرج مكاناً كافياً لإيجاد حديقةٍ صغيرة.
بالنسبة إلى الكتلتين الرئيسيتين فتتألفان من شققٍ سكنيةٍ مع امتدادٍ متصلٍ بمسافة 960 متر، مما يسمح بخطط طوابق متعددة وقابلية تكيُّف في المستقبل. في حين يعمل محور مصعدٍ غير بارز على ربط المبنى الجديد مع المبنى القديم، حيث يتوفر موظفون طبيون وطباخون وخدمات أخرى.
أما المميز في المنظر العام للمبنى فهي واجهات مساكنه التي تكتسب خاصيةً قويةً ثلاثية الأبعاد تم التوصل إليها من خلال إنشاء الشرفات المتموجة. بينما تكون الصالات المزجَّجة -المركَّبة بزجاجٍ ذاتي التنظيف- صقيلةً وملساء، ولكنها تعتبر كثيرة الألوان نظراً لامتلاكها أكثر من 200 درجة لونية مختلفة.
ولأنها مطويَّةٌ تحت المبنى، يمكن الوصول إلى مساحةٍ ترفيهيةٍ في الماء عبر الحديقة، مع العلم أنه هذه المساحة مرصوفة بالإسفلت لتسهيل وصول كراسي المقعدين والدراجات البخارية الصغيرة (دراجة الرجل الواحدة).
ولإضفاء لمسةٍ خضراء على المشروع، تمتد مساحات عشبية مكررة عبر أجزاءٍ عديدةٍ من المشروع. حيث يستقر نموذج نقشٍ على الخيزران في الجدران الإسمنتية الداخلية، بينما تدور خطة زراعة الحديقة وحتى بساط الحديقة على طابق المساحة الترفيهية، تدور جميعها في التأكيد على فكرة تواجد المساحات الخضراء.
يبقى أن نذكر أن هذا العمل المتقن إنما كان نتيجة تعاون الشركة المعمارية مع مهندسة الحدائق Petra Blaisse ومهندس البناء Peter Stout وآخرين من أفراد فريق العمل المعماري، هؤلاء الذين حاولوا بجد منح روتردام صرحاً معمارياً فريداً بشكله ووظيفيته.