عندما تجتمع الوظيفية والجمالية في تصميمٍ منزليٍّ أخضر

3

على مساحة منزلٍ وظيفي قادرٍ على استضافة التجمعات العائلية والوظائف الاجتماعية الكبرى، قدمت شركة Cunningham Architects الأمريكية للعمارة من مقرها في واشنطن تصميماً مذهلاً لمشروعٍ يحمل اسم “منزلٌ في الحديقة” في ولاية تكساس الأمريكية.

ففي تعاونٍ وثيقٍ بين المعماري والزبون ومهندس الحدائق، تم دمج كميةٍ كبيرةٍ من الأفكار في كلٍ تفصيلٍ على مدى عملية التصميم والبناء.

وبما أنه ملاذٌ عمرانيٌّ لثنائيٍّ مميزٍ أحدهما فنانٌ والآخر مهووسٌ بالسيارات يقطنان في الجوار، تم إيلاء عنايةٍ كبيرةٍ بإدخال هذا المنزل الجديد بهدوءٍ في الحي، مع التركيز على التعبير عن الهويات الفريدة للمالكين. بهذه الطريقة، تم دمج انجذاب الزبون إلى اللون الأزرق إلى العديد من العناصر المهيمنة ضمن الحديقة والمنزل.

هذا ويعد مشروع “منزلٌ في الحديقة” إضافةً قائمةً بذاتها على منزلٍ حديثٍ أنيقٍ على قطعة أرضٍ مجاورة. حيث تم دمج العديد من أشجار الدردار والبلوط الأحمر في تصميم الحديقة، لتساهم كلتا قطعتي الأرض في تشكيل حديقةٍ أكبر في آنٍ واحد. بينما تخلق لوحةٌ نباتيةٌ مصغَّرة كتلةً من النباتات المُستَخدمة لخلق أثرٍ بُنيويٍّ كبير وحَجبٍ لضمان الخصوصية.

باعتباره صندوقاً حديثاً مؤلفاً من طابقين، تتم كسوة المنزل على جوانبه الثلاثة بنظام حجب الأمطار، باستخدام خشب Ipe الصلب الذي سيقاوم عوامل التجوية على مر الزمن ليحافظ على بريقٍ رمادي فضي. كما سيتم تزجيج الواجهة الجنوبية بوحداتٍ زجاجيةٍ معزولةٍ عديمة الإطار تدمج بابين زجاجيين منزلقين بعرض 8 أقدام.

باتجاه الأعلى، يحمي سقفٌ ناتئٌ بمقدار 14 قدم هذه الواجهة من شمس تكساس المحرقة، بينما يخدم كشرفةٍ إلى المسبح المكسوّ بالزجاج ذي الحافة اللامتناهية. بينما تظهر سمةٌ مائيةٌ صغيرةٌ مصبوبةٌ في المنصة الإسمنتية، لتقدم ضجيجاً قوياً من أمواجها لإزالة أي تشويشاتٍ قادمةٍ من خلف جدران الحديقة.

على مستوى آخر، تصبح الألواح الحجرية الكبيرة بمثابة “روابط” عبر أرجاء الحديقة، فتتيح الانتقال من الشارع إلى المنزل. وتنتهي هذه الممرات العضوية الملتوية إلى حفرة نار وتطوقها.

أما على المستوى العلوي، فهناك غرفة ضيوف واستديو رسم. وبالنزول على السلالم إلى الأسفل، تقدم المنصة الخارجية والأرضية الإسمنتية انتقالاً متصلاً من غرفة المعيشة إلى الحديقة. كما يقدم المنزل مساحةً واسعةً لجزءٍ من مجموعةٍ أكبر للفن والسيارات.

من الملاحظ أيضاً أنه بالكاد يمكن تمييز هذا المنزل -الممتد على مساحة 5250 قدم مربع- من الشارع نظراً لأنه يتراجع إلى الخلف بإحكامٍ حتى يبلغ الجزء الخلفي من قطعة الأرض خلف شبكةٍ من الفولاذ الصلب وجدار الخصوصية المصنوع من الزجاج المكرر.

وبما أنه منارٌ من الداخل، لا يعطي الجدار الزجاجي أية إشارةٍ إلى الواحة العمرانية الموجودة خلفه.

أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن هذا المشروع لم يكن نتيجة عملٍ فرديٍّ، وإنما جاء حصيلةً لمجموعةٍ من الجهود المشتركة بين شركة العمارة Cunningham Architects ومهندس الحدائق David Hocker وشركة Group Structural Engineers المدمجة لهندسة البناء ومصممة الإنارة Pamela Hull Wilson والمتعهد العام للمشروع Randy Clowdus.

إقرأ ايضًا