أهمية الحركة في إضفاء الحياة على التراكيب المعمارية

9

تستقر مدينة Manresa الاسبانية على تلةٍ مطلة على نهر Cardener أمام جبال Montserrat، حيث ينتصب “مبنى البلدية” بالقرب من حافة المنصة التي يشغلها الحي التاريخي والتي تبرز تماماً باتجاه النهر والجبال المواجهة.

اعتمد Manuel Bailo Esteve و Rosa Rull Bertran من شركة ADD+ Arquitectura المعمارية العريقة في إسبانيا تقنيةً معماريةً تقضي بجعل الواجهة الرئيسية تطل على ساحة المدينة المركزية، والتي تعتبر محطة من الطرق الرئيسية التي تخترق وسط المدينة التاريخي، في حين تحتل الواجهة الخلفية الحد الذي نتحدث عنه، حيث تنحدر الأراضي بسرعة باتجاه النهر.

من جهةٍ أخرى فإن مركز الاتصال الجديد في الواجهة الخلفية من مبنى البلدية، يقدم حلاً للمبنى الذي كان مغلقاً والذي هو في الوقت الحاضر في حالة خراب. آخذين هذا في عين الاعتبار، قام الثنائي المعماري من ADD+ Arquitectura بالتركيز على التصميم القائم في هذه البقعة والاستمرارية مع الحي التاريخي والربط مع الأراضي الطبيعية المحيطة به.

أما سلم المبنى، فيمكننا أن نراه على أنه قسمٌ من هذه الطرق التي تعبر مبنى البلدية من خلال هذا السلم بهدف توسعة الطرق ما أمكن وكأنها عوارضٌ تتجه نحو النهر، ليكون هذا السلم البانورامي عبارة عن نقطة وصل بين المدينة والمنطقة.

بينما يقوم الجدار الذي يحدد المساحات الخاصة بالسلم إلى جانب المصعد والمرافق القائمة والمستقبلية بتكييف شكله مع المساحات الضرورية بهدف تجنب توليد الفراغات، ولكن في المقابل علينا أن نشير إلى أن الغرض من تصميمه لم يكن أبداً جعله يبدو جزءاً من كسوة المبنى الخارجية، ولكن فقط امتدادٌ للواجهة القائمة التي تتبع بعض القواعد الهندسية.

ولهذه الأسباب بالذات قام فريق العمل بإعادة إكساء الهيكل الأساسي بموادٍ من شأنها إدارة حوارٍ مع المبنى القائم والحي التاريخي، والتي تتلخص بالخشب والألواح البسيطة وفي بعض الأحيان الزجاج، أما هيكل السلم فيشكل بدوره الواجهة المثلثية التي تجثم على الأرض بينما نراها مثبتة مع بعض الأطر، وبالحديث عن هذه الأطر المثبتة في المبنى، فإنها تسمح للنوافذ القائمة بالاقتراب من الحدود الجديدة للواجهة.

وعن محاولة فريق العمل تحويل وتطعيم ظروف الموقع نذكر أنهم قد قاموا بابتكار تركيبةٍ من شأنها إضفاء الحركة على المبنى والتي لا يمكن اعتبارها أمراً بديهياً على الإطلاق، فلطالما كان لها إشارةٌ خاصة عن الموقع، فهي ليست استمراراً له ولكنها في نفس الوقت ليست دلالية أيضاً، إنها أشبه ما تكون بعملية تكرير من شأنها أن تخلق تعايشاً بين المشروع والموقع، وأخيراً يمكننا القول بأن معماريي ADD+ Arquitectura ارتأوا بأنه في هكذا مشاريع تطويرية يمكن للحركة أن تضفي قيمةً على أي تركيبة وأن تجعل لها نظامها الخاص.

إقرأ ايضًا