متحف التاريخ الطبيعي في يوتاه

13

داخل متحف التاريخ الطبيعي الذي تم افتتاحه مؤخراً في يوتاه، في الولايات المتحدة الأمريكية، لا تستغرب عزيزي الزائر إن استقبلتك جدرانٌ متعددة الأوجه أشبه بصخورٍ تخط الردهة الشاهقة.

فبتوقيع تود شليمان من استديو Ennead Architects المعماري الشهير-ومقره نيويورك- تم تنظيم متحف التاريخ الطبيعي في يوتاه وفقاً لسلسلةٍ من الصفائح المصطبة التي تتسلق تلةً منحدرةً.

ليس هذا وحسب؛ إذ تطوق ألواحٌ نحاسية لماعة الطوابق العلوية من المبنى خماسي الطوابق، أعلى قاعدةٍ من الاسمنت المسلح والزجاج.

أما بالعودة للردهة الممتدة بارتفاع 18 متراً، فتقسم هذه المبنى إلى نصفين، فاصلةً مناطق المعارض في الجنوب عن مختبرات الأبحاث والمكاتب في الشمال، في الوقت الذي تعبر فيه جسورٌ مميزة فراغ الردهة رابطةً صالات العرض بمختبرات الأبحاث في الطابقين الثاني والثالث.

إلا أن هذا العمل المميز لم يكن بأنامل Ennead Architects وحدها؛ إذ تعاونت الأخير مع شركة GSBS Architects المعمارية المحلية لتقديم هذا المبنى الخاص.

والآن إليكم بعض المعلومات من المعماريين أنفسهم:

يجسد تصميم متحف التاريخ الطبيعي في يوتاه مهمة المتحف في تنوير العالم الطبيعي من خلال البحث العلمي والتفوق التعليمي والتجارب الثقافية المتبادلة والانخراط البشري في حاضر وماضي ومستقبل الإقليم والعالم.

وهذا ما أملى وضع المبنى حرفياً ومجازياً على عتبة الطبيعة والثقافة، محوّلاً إياه لنقطة جذبٍ للإقليم وللعلوم في نفس الوقت.

فالمشاهد الطبيعية الخلابة في يوتاه وطرائق انخراط الناس بشخصيتها المختلفة على مر الزمن هي وسيلة اختبارٍ للعمارة التي تعبّر عن السياق الثقافي والطبيعي للولاية.

كما تهدف عمارة المتحف إلى خلق تجربةٍ موحيةٍ للزوار تنمي الفضول والرغبة بالاستكشاف بفضل برنامج المعارض المميز وهندسة المناظر والحدائق الطبيعيةالمحيطة بالمبنى.

حيث يقدم المتحف المساحة الكافية واللازمة للمحافظة على مجموعته المبهرة من القطع الفنية والتشجيع على دراستها وفهمها؛ وذلك بفضل مختبرات الأبحاث التي يقدمها للزوار، والتي تدعم تعليم الخريجين وغير الخريجين من جامعة يوتاه.

وبالإشارة سريعاً لموقع المتحف نؤكد لكم بأنه يتربع في بقعةٍ محاطةٍ بالمعالم المبهرة؛ حيث يتمتع المكان بإطلالة على بحيرة الملح الكبيرة وسلسلةٍ من الجبال الشاهقة هذا عدا عن مناجم كينيكوت للنحاس وجبل أوليمبوس ومدينة سولت ليك.

فقد بدأت حملةٌ استكشافية موسّعة عملها التصميمي في يوتاه في صيف 2005، وهدفت آنذاك إلى تحرّي هوية يوتاه كنقطة بداية لتطوير تصميمٍ معماريٍّ فريدٍ يتماشى مع السياق المجاور له، ويكون في خدمة العلوم والاستكشاف.

إذ شكّل تأثير المشهد الثقافي في يوتاه والتأثير الخاص للموقع والبيئة وأثر المهمة المؤسساتية التي يحملها المتحف، شكّلت جميعها قاعدةً لخلق هويةٍ معمارية دقيقة.

وهكذا تم تصوّر المبنى كامتدادٍ مجرّدٍ وتحوّلٍ للأرض؛ حيث يستمد خصائصه الشكلية والمادية من المشاهد الطبيعية الصخرية في الإقليم والتربة والمواد والنباتات المنتشرة في المنطقة.

وتأتي أخيراً استراتيجية هندسة الحدائق لتعزز وتؤكد على الاستمرارية الأساسية للطبيعة والتجربة البشرية، حيث نجدها تمّوه الحدود بين النباتات الطبيعية والتضاريس والتجديدات الشاملة الطارئة على الموقع، التي تربط الناس بموضوع الإدارة البيئية.

إقرأ ايضًا