بعد رحلة سفرٍ طويلة..مركز Helsinki البحري في خدمتكم

3

عند النظر إلى خطة تصميم هذا المشروع نجد بأن مركز Helsinki البحري في فنلندا، يقع في المدخل الرئيسي لمرفأ Vuosaari في الزاوية الشمالية للمنطقة، أما وبتفحص المشروع عن قرب على أرض الواقع، نلاحظ بأن مبنى المركز يمثّل المبنى العام الوحيد في منطقة المرفأ، والذي يحتوي على كل الأشكال والعناصر الطبيعية، وبذلك فقد تم تصميم هذا المبنى الصغير المتعدد الاستخدامات ليكون ملاذاً للبحارة الراغبين بالاستجمام بعد سفرٍ طويل.

فقد تطلّب بناء مركز Helsinki Seafarers استراتيجةً معمارية هامة مدروسة بعناية من قبل فريق التصميم في شركة ARK-house Architects، حيث حاول المصممون الحيلولة دون سيطرة المخازن الفولاذية الهائلة الحجم، بالإضافة إلى الأراضي الصطناعية مثل الحقول الاسفلتية والحاويات البحرية على الكتلة صغيرة الحجم لمركز Seafarers.

فعلى النقيض تماماً، تم اختيار الشكل العضوي للمبنى فضلاً عن البناء الخشبي، حيث يمكن وصف الهيكل المعماري للمبنى في المعنى الواسع للكلمة بأنه رابيةٌ محميّة والتي تعتبر الأشجار والصخور إحدى أهم الأجزاء الأساسية من عمارة المبنى.

وكان الهدف من تصميم المبنى خلق هويةٍ فرديةٍ من نوعها، فهنا يمكن وبأحسن الأحوال أن يعود المسافر إلى الوطن وفي جعبته الكثير من الأشياء الإيجابية عن هذا المركز المضياف، فالهيكل الخشبي في الكامل والشكل المضغوط ما هو إلّا تحيةٌ إلى الأبنية التقليدية بوحيٍ من السفن الخشبية والملامح الجمالية التي تنبثق عن هذه الهياكل، بالإضافة إلى كونه إحدى التحديات البيئية في الوقت الحاضر.

حيث يقدم هذا العقار الفريد من نوعه غذاءً روحياً ومادياً في آنٍ واحد، فبالإضافة إلى الجو الروحاني الذي يغمر المكان، يسترعي انتباه زائري المركز وجود الكثير من الملامح المادية والعصرية كالمقهى وغرف غسيل الملابس وأجهزة الكمبيوتر، وأخيراً وليس آخراً، الجو الحميمي والدافئ المدعم بالمعرفة والحداثة.

أما بالنظر إلى تصميم المنزل، فقد تم تدعيم الإطار الخشبي للمبنى بالإضافة إلى العوارض الخشبية المصفّحة بواسطة الجدران الاسمنتية، بينما تم تعشيق الألواح المبطنة للمدخل الجنوبي قطرياً، في حين تم إكساء الواجهة الشمالية بواسطة ألواح عمودية مائلة من خشب اللاركس السيبيري الملون على الطراز النرويجي، حيث تم تصنيعها من خلال اتباع طريقة تثليم الخشب.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى متعهدي هذا المشروع، وهما البعثة الفنلندية للبحارة وخدمة البحارة الفنلندية، واللذان يتمتعان بتاريخٍ حافل في مجال دعم البحارة، وعلى الرغم من أن هذا المبنى كرّس نفسه ككنيسةٍ، إلا أن المصممون قد تعاملوا مع هذا البعد الديني بطريقةٍ حساسة تحترم كافة الأديان بالإضافة إلى الخلفية الثقافية لكل زائر.

إقرأ ايضًا