نقابٌ مسامي يلف جيران فرانك غيري

14

عندما نسكن منزلاً للمرة الأولى قد يكون أول شيءٍ نسأل عنه هو الجيران، وينطبق الأمر نفسه على الصروح المعمارية، إذ تؤثر الصروح المجاورة حسب رأي البعض على نجاح العمل المعماري الشيء الكثير، وهذا ما حصل مع مشروع مؤسسة برود للفن في لوس أنجلوس، الذي يقع على بعد خطواتٍ من قاعة والت ديزني الموسيقية من تصميم المعماري العالمي فرانك غيري.

حيث استقى فريق Diller Scofidio + Renfro العديد من الملامح الجمالية التي تمتاز بها عمارة غيري أثناء تصميم المتحف الجديد، الذي يعتبر بمثابة أرشيف ومساحةٍ لعرض أكثر من ألفي قطعة فنية قديمة تعود لإيلي برود، الملياردير الأمريكي المعروف بأياديه البيضاء في مجالات التعليم والعلوم والفنون، والذي أخذ على عاتقه التبرع للعديد من المشاريع لتنشيط لوس أنجلوس ثقافياً، ناهيك عن جمع أهم القطع الفنية ذات الأهمية التاريخية.

ولذا يسترعينا التصميم الخارجي للمتحف الذي يتميز بوجود حاجزٍ إسمنتي مسامي أطلق عليه اسم “النقاب” حيث يسهم هذا النقاب بتوجيه ضوء النهار من كل الجوانب الكتلة وحتى السقف!

ومن المتوقع أن يلعب المتحف بكلفةٍ تتجاوز المئة والثلاثون دولاراً دوراً محورياً في تجديد الجادة الكبرى، فضلاً عن توفير نقيضٍ بارز لقاعة غيري الموسيقية المشرقة بجواره، حيث تم رصد المتحف كأرشيفٍ لجمع مجموعة آل بورد الثمينة فضلاً عن مركزٍ لاقتراض الأعمال الفنية.

ممتداً على ثلاثة طوابق ومصحوباً بمرآبٍ للسيارات… سوف يضم المتحف على مساحة مئة وعشرين ألف قدم تربيعي مساحةً عرض خالية من الأعمدة تبلغ مساحتها قرابة فدانٍ، بالإضافة إلى قاعةٍ للمحاضرات ومعرضٍ متعدد الأغراض وردهة، ناهيك عن متجرٍ لبيع الهدايا وآلات لتحضير القهوة وطبعاً مساحة للأرشيف والتخزين.

ولكن هذه المساحة الكبيرة تتميز بمرونةٍ بالغة بناءً على طلب آل بورد اللذين أرادا بأن يرتفع النقاب عند زوايا المبنى على مستوى الشارع لتشجيع الزوار على الدخول والإطلاع على التشكيلة الثمينة في الداخل، إذ تعتبر أهم بقعة تزين المتحف حامل اسم “القنطرة والنقاب” مساحة الأرشيف الكبيرة في الطابق الثاني، التي تغطيها كسوةٌ مسامية تشبه النقاب.

فعلى نقيض المتاحف الأخرى يخدم الطابق الثاني هنا كمنطقة أرشيف، كما ويتميز عن مناطق الأرشيف التقليدية التي تتنحى إلى القبو بانفتاحه على الخارج، حيث يشكل سقف الردهة المقوس والمحفور أرضية هذه القنطرة بينما تشكل أرضية مساحة العرض سقفها.

وفي انتظار البدء بأعمال البناء هذا الربيع بالتزامن مع انتهاء بناء المتحف بأكمله في عام 2013، نتوقع للمتحف نجاحاً كبيراً على الرغم من تشكيك بعض النقاد فيما يتعلق بممر الوصول الذي يربط المرأب بالمتحف، ولكن لا يزال هنالك متسعٌ من الوقت للحكم.

إقرأ ايضًا