فقاعة كبيرة على إحدى شواطىء طهران

4

ظهرت فقاعةٌ كبيرة على إحدى شواطىء طهران ولكنها لم تكن كبقية الفقاعات التي تغطي الساحل هناك عادةً، إذ ارتفعت لتشكل ناطحة سحاب كاملة تحت اسم “ناطحة سحاب الفقاعة” حيث ابتكرها فريق M&A المعماري لتزيح عن الكرة الأرضية وطأة المناطق العمارنية المزدحمة والفضل لبنيتها العضوية وطبيعتها الهشة المستوحاة من أشكال الفقاعات المتشكلة عندما تضرب مياه البحر صخور الشاطىء.

فبعد دراسةٍ وتمحيص من قبل فريق العمل على بنية الفقاعة بالاستناد إلى نظرية Kelvin التي أجراها العالم والفيزيائي الاسكوتلندي ويليام ثومسون ناهيك عن بعض الدراسات المتعلقة بأشكال الفقاعات ثلاثية الأبعاد من الحجم نفسه بالإضافة إلى دراسةٍ لمخطط فوروني، خلص فريق M&A إلى نموذجٍ محوسب ثلاثي الأبعاد وباستخدام برنامج أوتوديسك ثري دي ماكس توصلوا لاكتشاف نقاط الاتصال بين الفقاعات، وكيف يمكن لها أن تجلس بجانب بعضها البعض.

قد كان الهدف من تصميم الكتلة الخارجية بغض النظر عن الناحية الجمالية التوصل إلى شكلٍ إيروديناميكي مبتكر قادر على الوقوف في وجه انحراف الرياح خلال موسم الرياح القوية، بدعمٍ من النواة الهيكلية المثقبة التي تخدم أيضاً كممر وصولٍ عمودي، كما وساهم تصميم قاعدة الكتلة بوحيٍ من جذور الأشجار بتوفير المقاومة ضد العوامل الطبيعية الطارئة مثل الزلازل والرياح وأمواج البحر، أما وبهدف الحيلولة دون زحمة السكان غير الضرورية قام فريق العمل بإقحام بعض المساحات متعددة الوظائف مثل تلك الخدمية والتجارية والإدارية على مختلف المستويات لتكون في متناول كافة السكان.

وفيما يتعلق بطاقة الرياح والطاقة الشمسية قام فريق M&A بتصميم فجوات بين الفقاعات في مستوياتٍ مختلفة وإقامة مساحات خضراء وحدائق سماوية وراء هذه الفجوات لتكون بمثابة مساحات اجتماعية، ويسترعينا عند زيارة الردهة المركزية الفتحات الأنيقة التي استطاعت أن تستغل الرياح في أمور التهوية الطبيعية، كما وتضخ هذه المساحة الكبيرة الداخلية أيضاً الضوء والحيوية في المبنى بغض النظر عن المرافق الأخرى الكهربائية والميكانيكية المقحمة في أنابيب تمتد على طول الواجهة، حيث تتم إضاءة هذه الأنابيب بألوانٍ جذابة للغاية في الليل، مما يعزز من الناحية الجمالية لناطحة السحاب.

ويكشف المبنى أيضاً عن مجموعة من المساحات البارزة على نحوٍ ساحر، فقد تم تعليق بعض المساحات المشتركة والمطاعم على جسد الكتلة ليظهر نصفها إلى الخارج باتجاه البحر، حيث يمكن للسكان الاستمتاع بمراقبة أحواض السمك بينما يتنحى نصفها الآخر نحو الداخل.

وأخيراً ونظراً للقلق السائد في جميع أنحاء العالم حول ظاهرة الاحتباس الحراري ناهيك عن استهلاك الوقود المتزايد الذي بات يشكل تهديداً كبيراً على كوكبنا، قام فريق M&A بإقحام محولاتٍ كهربائية تعمل على طاقة الأمواج في الخلايا على مستوى سطح البحر لتحويل طاقة الموج إلى طاقة كهربائية يمكن استخدامها فيما بعد في ناطحة السحاب، بينما تم ابتكار نظامٍ لتجميع وتخزين مياه الأمطار لتحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بإمدادات المياه، حيث يتم تكرير هذه المياه باستخدام المرشحات قبل استخدامها كمياهٍ صالحة للشرب.

إقرأ ايضًا