ما رأيك في العيش في زهرة لوتس؟

3

من منا لم يستوقفه محلٌ يبيع الأزهار ودخل ليشتري زهوراً أعجبه شكلها أو لونها؟ ولكن هل يا ترى جرب أحدكم أن يدخل إلى زهرةٍ ويسكن فيها… عذراً فهذه ليست مزحةً على الإطلاق وفي حال لم تصدق الخبر تابع معنا حتى النهاية.

فقد أعلن معماريو Enota عن إطلاقهم لمشروع أبراج اللوتس وهو عبارةٌ عن مشروعٍ سكني على مساحة 64,100 م2 في مدينة Ljubljana في سلوفينيا، ومما لا شك فيه بأن أهم ميزة يحملها هذا المشروع هي إطلالته المباشرة على حديقة المدينة الجديدة، فقد بتنا نسمع الكثير في الآونة الأخيرة عن مشاريع سكنية من هذا القبيل في جميع أنحاء العالم تطلّ على حديقة خاصة.

ولكن “أبراج اللوتس” هذه تتميز عن غيرها من المشاريع إلى حدٍ كبير فالحديقة هنا لها دورها المفصلي في رفع مستوى معيشة السكان من خلال خلق مناخٍ معتدلٍ استثنائي، والفضل لفريق Enota العبقري الذي ابتعد عن تقسيم الشقق إلى شققٍ ابتدائية وثانوية وفَضَّل بأن تكون لجميع الشقق إطلالةٌ مباشرةٌ على الحديقة.

ومن أجل تحقيق هذه الإطلالة المباشرة دون انقطاع باتجاه الحديقة، كان من معماريي Enota أن قاموا بإقحام الشقق في طبقاتٍ منقسمة يبلغ ارتفاعها 60 متراً وهو الحد الأقصى من الارتفاع المسموح به وفقاً للأنظمة العمرانية، بينما يبلغ عرضها 15 متراً وهو العمق الأقصى الذي يسمح بإضاءةٍ جيدة للشقق مزدوجة الأوجه، حيث ساهم تقسيم كل طبقة إلى جزأين بالسماح لضوء الشمس بأن يسقط مباشرةً على منطقة السقف ليتم توزيعه بالتساوي على فترات الصباح وبعد الظهر.

يعتبر التوجه المزدوج للشقق ذو أهمية كبيرة في توفير خطة فعالة ومستدامة، حيث ونظراً للتفاصيل المتعلقة بالاستخدام، فإنه من الصعب إخضاع الشقق لسيطرة التكنولوجيا واستخدام الطاقة، وفي الوقت نفسه لا يمكننا أن ننكر بأن التهوية الطبيعية الجيدة إحدى أهم الشروط لتحقيق الأداء المستدام، وبذلك يعتبر تصميم شقق مزدوجة الجانب الحل الأنسب للحصول على تهويةٍ من كافة الجهات، كما ويسمح التوجه المزدوج للمباني السكنية بإطلالةٍ مفتوحة وشاملة فضلاً عن تأمينها إحساساً برحابة المكان.

من جهةٍ أخرى نلاحظ أنه قد تم تصميم الجزء السفلي ليكون في اتصالٍ دائمٍ مع الحديقة، حيث تُسهم الجدران الخارجية المائلة من الكتلة المنخفضة بذلك بخلق سقفٍ بارز فوق المداخل حول حواف المبنى بأكمله، وفي الوقت نفسه لن يشعر الناس بأنهم يقفون في العراء في ظل السقف نظراً لارتفاع الحافة البارزة، أما الفتحات في كتلة المبنى فإنها تسمح لضوء النهار بالدخول إلى عمق المرفق بينما تفتح طريقاً للتهوية الطبيعية أيضاً في الطابق الأرضي من المبنى.

وأخيراً فقد تم تصميم نظام النوافذ بطريقة يخترق فيها الضوء الطبيعي جميع أنحاء التصميم، ونلاحظ ذلك جلياً في الطابق الأرضي من المبنى الذي أصبح ساحةً مغطاة مفتوحة مصحوبةً بمداخل من شأنها إضفاء التنوع على التصميم… لتصبح زهرة اللوتس مدينة جديدة بحد ذاتها.

إقرأ ايضًا