منزلٌ هنديٌّ تنطق تفاصيله بالحياة والانتعاش

9

نتحدث هنا عن العملاء وشغفهم وشخصياتهم وما يصبون إليه في منزلهم أكثر من كوننا نتحدث عن المنزل نفسه، وذلك أن Susmita وزوجها Shirish Sapre مع ابنتهم المراهقة يبدون كعائلةٍ هنديةٍ رائعةٍ مولعةٍ بالحياة الاجتماعية والحفلات.

كما أن Susmita مولعةٌ بالطبخ ولابد من مراعاة هذه النقطة في المنزل الذي ستعيش فيه. لذا طلبوا من المعماري Shirish Beri أن يصمم لهم منزلهم الخاص ليكون جذاباً وقادراً على ضم بقية أفراد عائلتهم من الأصدقاء على مساحة أرضٍ نموذجيةٍ تقدر بـ 15 × 30 متر.

ولكن لكون Shirish Beri قد كان مشغولاً جداً بعدة مشاريعٍ كبيرةٍ يشرف عليها، تردد بعض الشيء بالموافقة على استلام مشروع Sapre Residence. إلا أن عائلة Sapre أبدت صبراً عظيماً ووافقت على الانتظار إلى ما يقارب العام لحماسهم لتصاميمه ولأن يكون هو المشرف على منزلهم.

ثم بدأ أخيراً Shirish Beri بتصميم المنزل تحت مفهوم تصميم مكانٍ يجمع العائلة وأصدقائهم في مكانٍ واحدٍ يقربهم من بعضهم. وليتميز المنزل بشخصيةٍ متميزةٍ بين منازل مبهمة الشخصية أو فوضوية أحياناً، منزلٌ يعبر عن فكرة “متعة الحياة”.

حيث يرى المعماري أن هذا التواصل والتلاحم مع الحياة يمكن تجسيده في منزلٍ ينبثق من قلب التربة الخضراء، وبالتالي تم اختيار هندسته حسب شكل الأرض، ويميزها أيضاً: • التلاعب بالمنزل بطريقةٍ متميزة، وإعطاؤه مواصفاتٍ وسماتٍ عضوية.

• الاستفادة من الأشجار على التلة كعنصر أساسي في المشروع. • الحفاظ على نطاق خصوصية بين المنزل والطريق المتاخم. • تطبيق أنظمة عزلٍ على الطابق الأرضي لضمان البرودة في الصيف والدفئ في الشتاء. • تصميم الحديقة المحيطة بالمنزل لتكون جزءاً من جمال الطابق الأرضي. • كسر فكرة المنزل وجعلها أكثر إنسانيةٍ وحميمية.

وفي حين يعمّ منازل هذه المنطقة طراز الأكواخ، بدا المنزل الجديد أكثر تميزاً بدفئه وطبيعته الودودة وشخصيته المرحبة. إذ يبدو هذا المنزل ذو اللون الواحد شامخاً وسط بقية المنازل، ولكنه ذائبٌ في طبيعة الأرض حوله وبين منحدرات التلة الخضراء. حتى أن الأشجار الخضراء تبدو وكأنها جزءٌ من المنزل ومن تصميمه المفعم بروح الطبيعة والجمال.

ويرى الناظر من الخارج امتداد أحد الجدران والتفافه حول جزءٍ من المنزل وهو نوعٌ من الحماية. ويحدث أن كان المدخل في هذا الجدار، حيث يقدم الزائر إلى منطقة الجلوس الخارجية تحت تعريشةٍ جميلة تقوده إلى الشرفة الكبيرة أمام المنزل.

وهنا تعم الأجواء ألفةٌ أخاذةٌ بالظلال التي تلقيها التعريشة على الشرفة والنباتات التي تحيط بالمكان وأحجار Gokak الرائعة التي تسند الجدار. وقد تم بناء الشرفة لتكون بمثابة مكانٍ للتوقف قبل مغادرة المنزل أو دخوله. وبمجرد الولوج إلى المنزل، فكل قطعةٍ وزاويةٍ فيه “باستثناء غرف النوم” ترحب بالزائر.

أما المساحات الداخلية للمنزل فقد تم تصميما بشكلٍ منفتحٍ انسيابيٍّ فيه كل أنواع التداخل والتفاعل نظرياً وسمعياً وعملياً بين تقسيمات المنزل المختلفة. ولشدة ولع المصمم وعملاءه بدمج الطبيعة في المنزل، تم التركيز على تصميم حديقةٍ وسط المنزل بحيث تصادف وجودها تحت الملقف وتم زرعها بأشجار frangipani وفصلها عن بقية أجزاء المنزل بجدارٍ كبير اقترحه مصمم الديكور الداخلي.

كما تمنح أشجار جوز الهند التي تحيط المنزل ليطل عليها من كل نوافذه وشرفاته بعداً ثالثاً لتداخل الطبيعة فيه. وبهذا يتفاعل المنزل بطابقيه مع محيطه ويستفيد كل طابقٍ حسب مكانه بأن يطل على أو يتفاعل مع الطبيعة. حيث يحوي الطابق الثاني المكتبة بالإضافة لغرف المعيشة والجلوس التي تطل على الأفنية الخارجية، ولا تجلب الأفنية الضوء والإطلالة الجميلة للمنزل فحسب، بل تقرب أفراد العائلة من بعضهم.

ومن أهم ميزات تصميمٍ كهذا أنه يجعل نشاطات العائلة اليومية كالجلوس سويةً والأكل والشرب والطبخ ومشاهدة الأفلام على التلفاز والقراءة، كلها نشاطات غير منعزلة عن بعضها بتقسيمات خاصة، بل متداخلة ومنسابة بطريقة ليس لها نظير.

ولا تفيد هذه الشفافية في التقسيمات وانسيابيتها بزيادة الأواصر العائلية بين الأفراد فحسب بل وتوفر تهويةً أفضل للمنزل من الناحية التصميمية. حيث تمتد غرفة المعيشة الرئيسية مثلاً بحيث تتصل بالشرفة الخارجية المعرشة من جهةٍ وبالفناء الداخلي المشجر من جهةٍ أخرى. وحتى غرفة الطعام نراها تتصل بالفناء الداخلي، بحيث تجتمع كل نشاطات العائلة حول هذا الفناء.

ولن يزيد تصميماً كهذا جمالاً يكلل عمل المعماري فيه إلا طلاءٌ ملونٌ هادئٌ للجدران مع أثاثٍ تتلائم مع التصميم ويزيد من حميميته.

ومن الواضح أن التصميم الخارجي مبنيٌّ من الإسمنت المسلح ومجصص بأحجار الآجر. والأبواب والنوافذ من خشب الصاج، في حين تتميز الأرضية بجمالها رغم بساطتها من البلاط الأبيض الفسيفسائي.

أما الغرفة الخدمية الملحقة بالمنزل خلف المطبخ، فقد تم تصميمها كفسحةٍ للحفلات الخارجية وفيها إعدادات الطبخ على الطريقة الهندية القديمة. ويكتمل التصميم بمجموعة الجدران والقضبان التي تتبع نفس اللغة المعمارية للتصميم بأكمله.

والآن، بعد انتقال عائلة Sapre للعيش في منزلهم الجديد، شعروا بأنه ما يبتغونه حقاً ليقربهم من الطبيعة ومن بعضهم البعض ومن أصدقائهم. وهم الآن يشعرون بالراحة والطمأنينة “أكثر من شقتهم القديمة”، إذ أن المنزل مفعمٌ بروح الانتعاش لموائمة تصميمه مع أي نشاطاتٍ أو فعالياتٍ وفي أي وقت. فكان حقاً تجسيداً لفكرة “متعة الحياة”.

إقرأ ايضًا