تعرض مركز Okhta لجدلٍ ساخن في الفترة الأخيرة، إذ عارض سكان مدينة سان بطرسبورغ قيام البرج الذي كان يعتبر رمزاً للأنا السياسية، ولكن مع ذلك حصل معماريو RMJM على رخصةٍ للبناء من هيئة Glavgosekspertiza رغماً عن أنف الجميع، إذ تعتبر هذه الأخيرة الهيئة المسؤولة عن إصدار تراخيص البناء في روسيا.
ومن المتوقع أن يصبح هذا البرج بارتفاع 403 م المبنى الأعلى في أوروبا متفوقاً بذلك على اقتراح 53rd Street تقدمة جان نوفل وبرج 15 Penn Plaza من تصميم بيلي كلارك وبرج بيكمان بتوقيع فرانك غيري، حيث تعلق الحكومة الروسية الآمال على البرج الجديد بإضافة معلمٍ معماريٍ جديد واستثنائي على العمارة في روسيا.
وفي المقابل اجتمع قرابة 3,000 شخص للاحتجاج على المشروع من تطوير شركة Gazprom العملاقة لإنتاج الغاز والمدعومة من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وبالإضافة إلى هذه المعارضة الشعبية القوية ذكرت الأبناء بأن السلطات الروسية مازالت تبحث اقتراح RMJM على أعقاب تقريرٍ أعدته لجنة اليونسكو قام بإقرار الموقع إحدى أهم مواقع التراث العالمي في العالم.
وبانتظار مستجدات هذا الصراع نحيطكم علماً بأن البرج المستدق سوف يشغل بالإضافة إلى مكاتب Gazprom الرئيسية، قاعةً للحفلات الموسيقية ومتحفاً للفن وفندقاً على أمل تحويل مدينة سان بطرسبورغ الكئيبة إلى مدينةٍ مزدهرة دون المساس بحرمة أجواء المدينة التي تعود للقرن التاسع عشر.
وعنه يعلق السيد ديفيد ساركيسيان، وهو مدير متحف موسكو للهندسة المعمارية بقوله “لطالما كان هذا البرج رمزاً للأنا السياسية، ولذا سوف يشعر الناس دائماً بالاستياء من ذلك.” في الوقت الذي رد توني كيتيل، مدير تصميم مجموعة RMJM مدافعاً عن المشروع “إن المدينة بحاجة إلى التسلسل الهرمي من المباني العادية والاستثنائية، ففي حال حاول كل مبنىً بأن يكون مميزاً سوف تصبح بقية المباني عادية، لذا يجب أن يكون هناك سبب وجيه لكي يكون المبنى خارجاً عن المألوف.”
يتابع كيتيل قائلاً “لا يمكننا أن ننكر بأن قضية الطاقة هي الشغل الشاغل في عصرنا، وإن شركة Gazprom هي أكبر مورد للطاقة في أوروبا الشرقية وإحدى أهم أسباب ثروة ونمو روسيا مما يؤهلها لتكون في فئة المميزين.”
من المؤكد بأن كيتيل يلمّح إلى أن الشركة المقصودة تستحق هكذا مبنى، وهو حقٌ طبيعي بالنسبة لها… ولكن ماذا يخبىء القدر لمركز Okhta… هذا ما سنعرف عنه لاحقاً.