تجلي السيدة العذراء مصدر إلهام إحدى الكنائس الفيتنامية

2

يحكى أن السيدة العذراء قد تجلت في منطقة كانغ تري قبل أكثر 200 سنة لإنقاذ المسيحيين في فيتنام عندما كان الحاكم آنذاك يتعقب آثاراهم بنية إعدامهم، ومنذ ذلك الحين تم اعتبار هذه المنطقة منطقة مقدسة وأصبحت كنيستها واحدة من أهم الكنائس الخمسة في فيتنام في العام 1961 قبل أن تتضرر من جراء الحرب، بناءً عليه كان على فريق Liberty المعماري توخي الحذر خلال إعادة تصميم هذه الكنيسة الشيء الكثير.

فقد تم تكليف هذا الفريق بتصميم مركزٍ للحجاج يتضمن ساحة تستوعب ألف شخص بالإضافة إلى كنيسة من خمس آلاف مقعد، فضلاً عن قاعةٍ للمؤتمرات من ثلاثة آلاف مقعد ومركزٍ دولي للمؤتمرات ومركزٍ للتأمل ومعرض، وأخيراً وليس آخراً مبنىً للإدارة وغيرها من المباني لخدمة الحجاج، الذي يتوقع أن يرتفع عددهم إلى مليون حاج في كل موسم من مواسم الحج الذي يأتي كل ثلاث سنوات.

ولكن تبقى الكنيسة الجزء الأبرز من التصميم، وعليه تقرر بناؤها في المرحلة الأولى، حيث يسترعينا الحفاظ على برج الجرس الخاص بالكنيسة والبئر المقدسة وشجرة تين البنغال الإسمنتية، باعتبارها بقايا حية عن حادثة تجلي السيدة العذراء وبذور الأمل التي تبثها في نفوس الحجاج حتى الآن.

عند التفكير في الأماكن الدينية نتصور عادة مساحاتٍ غنية بالرموز والزخارف، كما وتنفصل المساحات التقليدية في الكنائس الكاثوليكية عن الخارج للحفاظ على بيئة الطقوس الرسمية، ولكن وعلى النقيض من ذلك، فإن مواسم الحج تشهد مجموعة كبيرة من الحشود، ويترتب على ذلك فوضى عارمة ونقصٌ حاد في المساحات اللازمة لتلبية الاحتياجات اليومية للحجاج.

لذا تم تصميم الكنيسة على نحوٍ مفتوح لجعل الجو المقدس يتسرب من الداخل إلى الخارج ويجذب في المقابل الناس من الخارج إلى الداخل، وذلك بالاستعانة بعناصر العمارة التقليدية، من أعمدة وسقوف وشرفات، ولكن ذلك لا يعني وجود زخارف أو تقنيات أبداً، باستثناء هذه العناصر الثلاثة الأساسية التي تم الحفاظ عليها كوسيلةٍ للتغطية والحماية، ولتوفير غطاء لينٍ يسمح بالدمج ما بين الداخل والخارج، فهذا النوع من الكتلة التقليدية هو الأقدر على جعل كل شيء مفتوحاً ومغلقاً في الوقت نفسه، ناهيك عن تحسين المناخ الجزئي في الداخل والمساعدة على توفير الطاقة.

إقرأ ايضًا