يقع هذا المبنى الأخضر في مقاطعة لويفيل في ولاية كنتاكي في أمريكا, حيث لم تكن تسميته بالمبنى الأخضر مجرد زلة لسان, بل على العكس تماماً، استوحى المعماريون اسمه من مضمونه وجوهر وظيفته, فهو مبنى تجاري متكيف مختلط الإستخدام, يحتضن داخله معرضاً ومطعماً ومكتباً ومساحة لاحتضان الفعاليات والأحداث المتنوعة، ليعتبر هذا المبنى البناء التجاري الأول من نوعه في المدينة الحائز على جائزة LEED بلاتينيوم .
أما عن الجندي المجهول خلف هذه المهمة، فلن يبقى مجهولاً بعد الآن، حيث قام استديو FER المعماري ومقره لوس أنجلس بتجديد المبنى القديم الذي كان ومنذ 115 عام متجراً للبضائع الجافة, ولكنه اليوم قد بات مختلفاً كلياً وأصبح مبنىً ذا فعالية أكثر للطاقة, إذ تضمنت عملية التجديد إضافة سقفٍ أخضر ونظامٍ لجميع مياه المطر, إلى جانب تركيب نظام كبير للطاقة الشمسية للتقليل من الطاقة المستهلكة، ليصبح المشروع فور انتهائه حافزاً لتجديد السوق الشرقية لمقاطعة لويفيل.
من الجدير بالذكر أن هذا المبنى الأخضر يحتل مساحةً قدرها 10,175 قدماً مربعاً, يحتضن بالإضافة لما ذكرنا سابقاً مساحاتٍ مكتبية مأجورة, وغرفة لعقد المؤتمرات, بالإضافة لمساحات منفصلة مأجورة للمطعم. وعن المعرض الموجود نذكر أنه يفتح أبوابه شهرياً للأعمال الفنية لفنانين إقليميين متنوعين, أما المقهى المواجه للشارع فيدعى 732 Social ويقدم أطعمة طازجة بالإضافة لأنواع طبيعيةٍ من النبيذ الفاخر.
لابد من الإشارة هنا إلى أنه وعلاوةً على كل ذلك، يستضيف المركز شهرياً سوقاً لبيع المنتجات المحلية في الهواء الطلق, بالإضافة إلى مركزٍ للمنتجات المعاد تصنيعها ومحطة شحن للسيارات الكهربائية.
وعن مواد البناء نذكر أن العديد منها قد تم استخلاصها من المواد الأصلية الموجودة في المبنى القديم, فعلى سبيل المثال عمل المعماريون على إعادة تشكيل القالب الخشبي الإنشائي للمبنى الأصلي ليتم استخدامه في تشطيبات الأرضيات والأثاث, كما قاموا بإعادة استخدام حجر الطوب من المبنى الأصلي في المساحات المحدثة, أضف إلى ذلك تم إعادة تدوير الكثير من المواد الداخلية؛ بما فيها الأرضيات ومواد العزل على يد شركة محلية.
أخيراً وفيما يخص سقف المبنى الأخضر الذي تم تركيبه في عملية التجديد, فقد تم استخدامه ليحتضن نظاماً لجمع مياه المطر في براميل خاصة, أو لتوجيهها إلى حدائق مطرية خاصة. كما تم تزويد المبنى بنظامٍ من آبار الحرارة الجوفية ونظامٍ لتخزين الجليد ليساعدا في تبريد المساحات الكبيرة بشكلٍ فعال دون استهلاك الكثير من الطاقة, الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تحقيق زيادة بنسبة 65% من الكفاءة بالمقارنة مع معايير البناء في كنتاكي.