قمة الفخامة في مبنى صربي مختلط الاستخدام

8

قامت شركة أليكساندر سافيكين المعمارية, بتصميم مبنى “سميتانينا ستريت” ليكون مبناً تجارياً وسكنياً بمساحةٍ قدرها 3,284 متراً مربعاً, في منطقةٍ راقيةٍ شديدة الهدوء من العاصمة الصربية بلغراد, إذ استطاع المعماريون توظيف خصائص الموقع بمنتهى البراعة، خاصةً أنه من المتعارف عليه عن هذه المنطقة كونها من أجمل البقاع في المدينة وأكثرها خضرةً, حيث تزينها علاوةً على ذلك، بعض الفيلات حديثة الطراز وأخرى يعود تاريخ بنائها لفترة ما قبل الحرب.

يحتضن هذا المبنى 14 شقة سكنية وشقة سكنية صغيرة مع مكتب في الطابق الأرضي, حيث تتمتع معظم الشقق والمكتب أيضاً بامتلاكها ممراً يمكّن من الوصول إلى مساحة الحديقة الكبيرة التي تحيط بالمبنى وتتألف من مساحاتٍ منفصلة.

تتضمن الكتلة المركزية قاعةً مدخل تحتوي منطقة استقبال إلى جانب جميع نقاط التواصل العمودي. في حين يوجد في الطابق الأرضي لهذه الكتلة استوديو مخصص للتصميم المعماري يحتل مساحةً قدرها 134 قدماً مربعاً, إضافةً لوجود شقة صغيرة بمساحة 46 قدماً مربعاً.

أما في الطابق الأول والثاني فتوجد شقتان متطابقتان تماماً تبلغ مساحة كلٍ منهما 265 قدماً مربعاً، كما تكون بقية المساحات متطابقةً تماماً ومتصلةً بالكتلة المركزية، بحيث تتضمن كلاً منها ست شقق تبلغ مساحة الواحدة 150قدماً مربعاً. وبالنسبة للطابق الموجود تحت الأرض فتوجد فيه مساحة مخصصة لركن السيارات, بالإضافة لوجود مساحة مخصصة للتخزين وغرفةٍ للياقة البدنية, كما يوجد ممر يربط جميع هذه الأقسام بالحديقة الكبيرة المشتركة.

وهنا نلفت انتباهكم إلى أمرٍ هام، فبما أنه قد تم تصميم المبنى ليكون نقطة وصل بين المساحات الداخلية والخارجية, جاءت كل النوافذ في الشقق ممتدةً من الأرض إلى السقف، كما تم تزويد معظم غرف المعيشة بنوافذ منزلقة تسمح لدى فتحها بشكلٍ كلي بالتواصل مع المناطق الخضراء. أما مناطق الاتصال العامة (بما فيها السلالم والممرات) فتتضمن جدراناً زجاجية تمنح الساحة الداخلية منظراً جميلاً.

تجدر بنا الإشارة هنا إلى أنه قد تم تزويد جميع النوافذ التي لا تطل على التراسات بمصاريع من الألمنيوم (بنقوشٍ خشبية), أما التراسات نفسها، فترتبط عمودياً مع بعضها بحواجز مصنوعة من نفس مادة مصاريع النوافذ؛ وبهذا الشكل أعطت هذه التفاصيل الواجهة تناغماً ديناميكياً مرناً, كما زودت المبنى بشيءٍ من الخصوصية والدفء والرقة، بحيث يتلاءم المبنى مع المحيط بالرغم من كبر حجمه.

ختاماً لابد لنا من المرور على حديقة المشروع، إذ أولى المعماريون اهتماماً خاصاً بتصميم المناظر الطبيعية, حيث تمت زراعة النباتات والأشجار بالإضافة لفرش الأرض بعشب الغازون, كما تم إدخال نظام للري الاصطناعي ليتم أخيراً تزيين المساحة ببعض أحواض للزراعة.

وتأتي في النهاية الإضاءة لتضع لمستها السحرية على الأجواء، حيث تم تزويد الحدائق بكرات مضيئةٍ بأحجام مختلفة نُثرت على كامل المساحات الحرة في الساحة, بحيث تضيء بفضل حساساتها بشكلٍ أوتوماتيكي عند هبوط الليل.

إقرأ ايضًا