ثورة الملاعب… من إفريقيا إلى سلوفينيا

1

بعيداً عن ملاعب جنوب إفريقيا وبعد الانتهاء من زحمة ملاعب كأس العالم لعام 2010، صممت شركة SADAR + VUGA السلوفينية ملعباً جديداً سيتم إكماله هذه السنة في مدينة Ljubljana في سلوفينيا على مساحة بناءٍ قدرها 24,614 متر مربع ومساحة إجماليةٍ وصلت إلى 33,738 متر مربع، لصالح بلدية مدينة Ljubljana وشركة Grep التطويرية.

وقد نُفِّذ هذا المشروع بالتعاون مع شركة KSS الاستشارية في لندن ومهندسي البناء من Atelier One في لندن وشركة Gradis السلوفينية للبناء ومكتب Elea iC السلوفيني لهندسة البناء والمهندسين الميكانيكيين من Lenassi و Jelen & Završnik ومهندسي الموقع من شركة LUZ.

هذا ويعد مشروع مجمع Stožice الرياضي مشروعاً هجيناً تتنوع فيه النشاطات التي ترضي مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، فقد جاء نتيجةً للشراكة العامة-الخاصة بين مدينة Ljubljana وشركة تطوير Grep. حيث يضم هذا المجمع ملعباً لكرة القدم وقاعةً رياضيةً متعددة الاستخدامات مع مركز تسوقٍ كبير مغطىً بمنظر منتزهٍ ترفيهي شامل.

ولأنه يحشد الكثير من النشاطات العفوية والمبرمجة، بالإضافة إلى فعالياتٍ رياضيةٍ وترفيهيةٍ متنوعةٍ تجذب الناس من جميع الأعمار والاهتمامات على مدار الساعة، يصبح مجمع Stožice الرياضي واحداً من أهم النقاط المركزية في الحياة العمرانية للمدينة.

في حين تعمل كلٌّ من قاعة الرياضة ومباني ملعب كرة القدم، إلى جانب الأبراج السكنية الموشورية الكبيرة والحجرية العمودية لجوار BS3 ومركز التجارة العالمي ومباني Smelt على الجانب الغربي وجزيرة الغابة على الجانب الشرقي، تعمل جميعها على تشكيل مجموعةٍ من الكتل المتميزة على المدخل الشرقي الشمالي إلى المدينة.

بينما يحتل طابقي مركز التسوق ومصف السيارات الداخلي قطعة الأرض المُهمَلة المفروشة بالحصى بعمق 12 متر، ليربط المنتزه الذي يغطي سقف مركز التسوق بين المساحة الثقافية بواسطة نهر سافا عبر الجزء الشمالي من حلقة الطريق الخارجي والمساحة العمرانية الخضراء في مركز المدينة. وقد تم دمج الكتلة المبنية حديثاً بالكامل في قلب المساحة بحيث يمكن الحفاظ والتأكيد على الشخصية الأفقية المستوية للمساحة المفتوحة. لتأتي فيما بعد مباني الملعب وقاعة الرياضة لتؤطِّر مناظر جبال الألب باتجاه الشمال، وهضبة القلعة وأبراج مركز المدينة باتجاه الجنوب.

حفرة ملعب كرة القدم:

بعد أن تنتهي أعمال البناء في هذا الملعب المذهل، ستجري المباراة الافتتاحية بين سلوفينيا وأستراليا في شهر آب 2010 وستحدد افتتاح الملعب الذي يتسع لـ16,000 متفرج.

يعتبر هذا الملعب مذهلاً لأنه مصممٌ بحسب المعايير الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المعاصرة لاتحاد كرة القدم الأوروبية (UEFA). حيث يقدم تصميمه وشكله ظروفاً مثاليةً للفعاليات الرياضية ويؤمِّن أروع تجربة حضور مباراة للمتفرجين. والغريب في التصميم أن هذا الملعب “مغمورٌ” في المجمع، فلا يرتفع سوى السقف فوق الركائز إلى أعلى سطح المجمع كحفرةٍ حجريةٍ عمودية.

كما تمتلك كسوة السقف نفس التشطيبة الموجودة في القاعة الرياضية، بينما يخترق السطح أربعة شواحط سلالم تقدم الوصول وتقود إلى ساحة التجمع في الملعب.

من ناحيةٍ أخرى، ينحدر مستوى المجمع تدريجياً إلى الشرق كاشفاً عن الملعب كمبنى مفتوح، في حين تساهم المداخل الشرقية في خلق المنظر المطل على قلب المساحة الداخلية من الملعب. كما يمتد سقفٌ فولاذيٌّ عالياً فوق الركائز مبرزاً كتلته الشبكية بأبعاد 4×4متر، للتأكيد على امتلاك إحساسٍ بالمساحات الداخلية.

ومن الملاحظ أيضاً أن الركائز تنحدر من ساحة التجمُّع إلى ساحة الملعب، مما يتيح للمتفرجين إمكانية التواجد في قلب الحدث، في الوقت الذي يبقون فيه محميين بواسطة السقف. أما على الجهة الغربية من الملعب، فتنتهي ساحة التجمع بغرف الشخصيات الهامة ووسائل الإعلام، ويستمر هذا الجزء إلى المباني الواقعة تحت الأرض مع جميع المرافق الضرورية لكلٍّ من اللاعبين والمسؤولين ووسائل الإعلام.

هكذا وفي سياق منظر المدينة الأوسع، يصبح السقف الممتد فوق الركائز (أي الحفرة) العلامة المميزة للملعب، والتي يمكن رؤيتها من على مسافة بعيدة وكأنها تدعو سكان المدينة وزائريها إلى الحضور والتفرج على الأحداث المثيرة التي تجري على أرض الملعب ومن حوله.

من يعلم، ربما كانت هذه الشركة المعمارية الذكية تحاول الاستئثار بالاهتمام الإعلامي بعد الانتهاء من صخب كأس العالم وملاعبه، لتقول للعالم أجمع: “هاهو ملعبي الجديد، تفرجوا عليه… الآن.”

إقرأ ايضًا