عنايةٌ إسبانيةٌ فائقةٌ بمبانيها القضائية!

6

أنجز المهندس المعماري الاسباني Jordi Badia من استديو -BAAS الذي أسسه عام 1994 ليضم مجموعةً من المحترفين من مختلف المجالات، للعمل على تطوير المشاريع المعمارية الخاصة بالتصميم- مشروع Sant Boi de Llobregat في مدينة برشلونة الإسبانية.

ويتركز هذا المبنى حول ثلاثة كتلٍ أفقيةٍ مفصولةٍ بواسطة ثلاث باحاتٍ مرتكزةٍ على قاعدةٍ مربعةٍ (وطيدة). كما تساعد الملاقف الكبيرة على إنارة ردهة المدخل في الطابق الأرضي، التي تعمل بدورها كنقطةٍ محوريةٍ لجميع المناطق العامة ونواتها العمودية.

أما غرف الاستماع والعوارض العلوية للمكاتب القضائية، والتي يوجد واحد منها في كل غرفة، فهي تقع على القاعدة المربعة (الوطيدة). وهناك أيضاً أربعة مناطقٍ في كل زاويةٍ تسمح بالوصول والتواصل بين العامة والقضاة وعمَّال المحكمة.

أما مكتب التسجيل المدني، فهو ينفتح نحو الخارج على الشارع الخلفي، مؤكداً على أهمية دوره الذي يلعبه في الواجهة ككلّ والمنطقة العامة المحيطة.

كما تم تنصيب الصفائح الاسمنتية الرقيقة على أبعادٍ وميولٍ مختلفةٍ، لتمنح شعوراً ديناميكياً محدداً للمبنى (لأن المحكمة يجب أن تبدو مليئةً بالنشاط والحيوية)، بينما توجِّه وتصيغ الأثر البصري في نفس الوقت.

وكنتيجةٍ لذلك، تتغير صورة الواجهات الأمامية تدريجياً بحسب الجهة التي تنظر منها إلى المبنى، فمن الناحية النظرية مثلاً، يبدو المبنى مُعتِماً وجامداً، ولكنك عندما تقترب منه أكثر تجد أنه مشرقٌ وشفافٌ، تماماً كما يجب على النظام القضائي أن يكون بالنسبة لعامة الشعب.

كما يحدِّد استخدام الزجاج الملون في بعض أجزاء المبنى، بعض الاستخدامات ويحبِّذ الصورة المتغيرة للساحة.

هذا ويتم تنقية الشمس عبر الساحات من على الواجهة الخلفية، لتنير الصفائح الاسمنتية من الداخل.

وبالانتقال إلى الحديث عن الموقع المحيط، نجد أن مبنى المحكمة سيكون نقطة المحور للساحة المبنية حديثاً التي تضم العديد من المباني العامة. حيث يواجه الموقع الساحة بوضوحٍ تامٍ، في حين يقطع خط سكة الحديد إلى الخلف أية صلة تواصل للمشاة.

وعلاوةً على ذلك، ترتبط الساحة بمركز المدينة القديم من خلال شارعٍ عريضٍ، مما يُظهر مبنى المحكمة كنقطة تحولٍ هامةٍ تتكافئ مع ساحة دار البلدية. ومن هنا تطلّ منطقة الانتظار في قاعة المحكمة (وهو المكان الأكثر نموذجيةً) على الساحة.

وبالحديث عن الهيكل الخارجي، البسيط جداً والمعتمد على صورة القضبان المتصالبة مع قاعدة، نلاحظ أنه قد تم تشويهه عمداً من خلال تطبيق واجهة غير منقطعة ومستمرة عليه -والتي تجعل المبنى موحداً ومنسقاً- والعنصر العمودي الذي يسبِّب مظهراً هائلاً قادراً على منح المبنى الشخصية التي يستحقها.

كما تم الحصول على هذه الخاصية العمودية من خلال وضع ألواحٍ اسمنتيةٍ بيضاءٍ كبيرةٍ، تنقِّي الرؤية من الخارج وتزيد نسبة الشفافية إلى أقصى حدّ من الداخل.

ليكون بذلك هذا المشروع تحفةً فنيةً حقيقية في عالم التصميم المعماري.

إقرأ ايضًا