عيادة سنية بالألوان

9

هل بإمكان الألوان يا ترى أن تشفي… هذا ما سنعرف إجابته اليوم بزيارتنا لعيادة Implantlogyca السنية في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا، حيث قام فريق شركة أنتونيو سوفان المعماري بالكشف عن نظرية معمارية جديدة تقول بأن للألوان فوائد علاجية جمة، وفي ضوء ذلك اختار مجموعة من الألوان لتشغل كخلفيةٍ حية لواحدةً من أكثر التخصصات دقةً في طب الأسنان، ألا وهي جراحة اللثة وزرع الأسنان، كما وأراد بذلك التعبير عن قدرة الألوان على تسلية المرضى من الزوار عن أوجاعهم.

فعلى سبيل المثال نلاحظ وجود كتلة منحنية ثلاثية الزوايا تم إكساؤها باللباد الطبيعي بسماكاتٍ ونسبٍ متفاوتة لتملي أجواء وانسيابية المساحة الكلية للعيادة والبالغة قرابة 1,800 قدم تربيعي، بإكسائها باللون الأصفر الزاهي يصبح المرضى أشجع على سبر مغامرة الولوج لمجابهة مصيرهم هناك؛ لتتم في النهايات المتعاكسة من هذه الكتلة إجراءات القبول والخروج بشكلٍ منفصلٍ عن الداخل.

يتابع المرضى مسيرهم بعد الدخول مروراً بغرفة الانتظار ليتم استقبالهم فيما بعد في قاعة الاستقبال قبل تلقي العلاج، في حين يتم تسجيل الخروج على الجانب الآخر، فقد كان عزل هذه المنطقة سمعياً عن الأجنحة الجراحية واحداً من أهم مبادىء التصميم الرئيسية.

أما عن غرف العمليات الجراحية فقد تم رصف خمسٍ منها على محيط العيادة للاستفادة من المشاهد العمرانية المحيطة والسماح للضوء لطبيعي بالدخول عبر النوافذ الزجاجية الملونة إلى المختبر وغرفة التعقيم، وقد تم إكساء كل غرفة من هذه الغرف بلونٍ محدد الأمر الذي ساهم بتعزيز عامل الحيوية الذي ركز عليه فريق العمل منذ البداية ناهيك عن تأثير هذه الألوان الإيجابي على على صحة المرضى، كما وقد تم تطبيق ألوان تتماشى مع بعضها داخل كل غرفة على كافة قطع الأثاث، وهو ما ساهم بجذب أنظار المرضي عند المشي والخروج من الممر الرئيسي الذي تلفه الألوان البيضاء والرمادية.

لقد أراد العميل من خلال هذا التصميم الداخلي العبقري أن يعكس الأداء الناجح للطاقم الطبي بالاستفادة من آخر الابتكارات في مجال طب الأسنان وزراعة الأسنان الرقمية، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد أراد أيضاً الكشف عن مساحةٍ تنمّي ثقافة العيادة، ويبدو ذلك جلياً بالنظر إلى غرفة الانتظار التي تبدو أشبه بمعرضٍ فني، حيث تم نحت فتحاتٍ في الجدار وإضائتها لتستقبل قطع فنية من تصميم الفنان Ruby Rumie، والتي تتجسد بعصارات معجون أسنان مطبوع عليها ظلالٌ لعمال سوق فالبارايسو في تشيلي، أما على الجانب المقابل علقت لوحات الفنان Pedro Ruiz المصغّرة، والتي تصور بعض الطائرات وهي تنفث دخاناً أبيض في السماء الزرقاء المفتوحة.

إقرأ ايضًا