تعريشة من الألمنيوم تغطي منزلاً في السويد

1

لمنزلنا اليوم طابعٌ خاصٌ إلى أبعد الحدود. فهو واحدٌ من المنازل الكثيرة التي حظت على تجديدٍ وإصلاحٍ في منطقة سكنيةٍ تقع في الأجزاء الجنوبية من مدينة ألينغزاز في السويد. إذ تنتشر هناك الفيلات السكنية العائدة إلى القرن العشرين، والتي كانت أصلاً عبارة عن منازل خشبية صغيرة من طابقين وقبوٍ حجريٍّ والكثير الكثير من التفاصيل المحلية.

إلا أن عملينا في هذا المشروع قد أراد توسيع مساحة منزله وتجديدها كلياً. لذا تم تحضير الرسوم في عام 2005 بأنامل معماريي شركة UNIT، ولكن العمليات الإنشائية لم تبدأ، لسوء الحظ، إلا في أواخر عام 2008، وذلك طبعاً بفضل سوق العقارات الذي باتت أسعاره تلهب الجيوب والأيادي في نفس الوقت.

هنا لابد لنا من أن نشير إلى أن ثقافة الإنشاء السويدية تتمتع ببرنامجٍ متطوّر بشكلٍ جيد خاصةً فيما يتعلق بتوسيع المنازل ذات الأسقف الجملونية؛ حيث يقتضي الأمر تركيب إفريزٍ عند زوايا محددة في السقف الأصلي، وهذا يتطلب وبكل تأكيد أن تكون الإضافة أصغر حجماً من السقف.

ولكن عند دراسة عملية الإنشاء التقليدية هذه وتطبيقها على الرسوم، بدت الإضافة دخيلةً بشكلٍ واضحٍ على المنزل الأصلي وذلك بسبب حجمها، حيث بدا الجناح الجديد طاغياً على المنزل القديم. لذا اتجه المصممون في تفكيرهم نحو تحقيق تناقضٍ وتضاربٍ واضحٍ في مشروع التجديد.

وعندما جاء وقت التنفيذ قام المصممون باتباع مبادئ فن تصميم الحدائق اليابانية. ففي الجزء الشرقي من الموقع تتوضع سلسلةٌ من الأشجار البديعة، والتي أراد المصممون أن يجذبوا التركيز إليها، ومن ثم يخفوها عن الأنظار دون نسيانها كمرحلةٍ ثانيةٍ، لتعود فيما بعد في المرحلة الثالثة للظهور أمام العيان.

وهكذا جاء دور رف الكتب الذي تم تصنيعه خصيصاً للمشروع ليقوم مقام الحاجز الذي يخفي الحديقة في المرحلة الثانية، والذي يشكّل في الوقت نفسه فلتراً مرشحاً بين ممر الدخول وغرفة المعيشة التي تتمتع بإطلالتها المميزة على الحديقة.

هنا نطلعكم على أنه قد تم إدخال ممرٍ ومدخلٍ جديدين بين المبنى الجديد والمنزل الأصلي، حيث يتمكّن قاطني المنزل من الوصول إلى تقريباً جميع غرف المنزل من خلال هذا الممر. كما يمكنه أن يؤمن مدخلاً إلى غرفة الجلوس يكون معبّراً بشكلٍ أكبر إذا ما استدعت الحاجة.

وعلى ذكر غرفة الجلوس الجديدة، فهي تتمتع بانفتاحٍ على الحديقة إلى أقصى حدٍ ممكن، ولكنها مغلقة من جهة الشارع بهدف تحقيق مستوىً أعلى من الخصوصية لسكان المنزل سعيدي الحظ.

طبعاً وكحال جميع البلدان والمدن، كان لهيئة التخطيط في المنطقة كلمتها. حيث طلبت من المصممين أن تتمتع الواجهات بنوافذ يكون لها أثرها في التخفيف من وطأة مظهر المنزل من جهة الشارع. وبما أن الحاجة هي الأم البيولوجية للاختراع، جاء الحل بتركيب ألواحٍ من الألمنيوم على الواجهة مباشرةً لتقوم مقام تعريشةٍ للكروم.

وهنا أسعف الذكاء مصممي المشروع، إذ قاموا بإقحام نقوشٍ تضخ الحياة في الواجهة في غياب خضرة النباتات التي ستأخذ وقتاً طويلاً قبل أن تنمو وتمتد. حيث تم استيحاء شكل القطوع الليزرية التي تم تطبيقها من أشكال الكروم وأغصانها.

ختاماً ومن الناحية الإنشائية، نشير إلى أن المنزل قد تم تأسيسه على جدرانٍ إنشائية، كما تم إنشاء الطابق السفلي على عوارض بطول 220 ملم، في حين تم دعم السقف بعوارض خشبية ملصقة. وبالنسبة للواجهة فقد تم اعتماد ألواح الألمنيوم المؤكسدة 3 ملم لتكون مادة البناء الأساسية التي يتم تثبيتها باستخدام براغي مخفية من الستينليس ستيل على هيكلٍ من الفولاذ المكلفن قابل للتعديل والضبط. ويبقى أن نلفت عنايتكم إلى أن كل الصفائح هي عبارة عن صفائح تم تصنيعها مسبقاً في ورشة العمل، وأن أرضيات المنزل والإضافة التي تم تركيبها جميعها قد تمت تدفأتها لتقاوم ثلوج وحرارة السويد المنخفضة.

ترجمة وتحرير مي الصابوني

إقرأ ايضًا