حلّق كيفما تشاء في مقر ريد بول

4

لا يمكننا أن ننكر شعبية مشروب الطاقة “ريد بول” وخاصة في أوساط الشباب، على الرغم من التحذيرات الطبية حيال مخاطر هذا المشروب، فقد قفزت عائدات شركة ريد بول إلى 3,79 بالمئة مليار يورو (5,12 مليار دولار) في عام 2010.

على خلفية هذا التقدم في خط الإنتاج، قامت الشركة بتكليف شركة سيد لي لإنشاء مقر جديد في أمستردام.

وقد وافقت الشركة على الاستقرار في الجانب الشمالي من منطقة الميناء في أمستردام، في موقع مميز يجمع بين الثقافة والرياضة، بالتحديد في مصنع قديم لبناء السفن، الذي يقع قبالة رافعة أثرية وغواصة روسية قديمة مهجورة.

ولتصميم المساحة الداخلية، كان على فريق الشركة بقيادة جان بيلاند؛ المعماري والشريك الرئيس، البحث في فلسفة ريد بول، وتقسيم المساحات وفقاً لاستخدامها وروحها، وكانت النتيجة عبارة عن عالمين متناقضين ولكن متكاملين؛ حيث العقل مقابل الحدس، والفنون مقابل الصناعة، والظلام مقابل الضوء، والملاك مقابل الوحش.

فقد ركز الفريق، في داخل مصنع بناء السفن هذا، الذي يحظى بثلاثة خلجان متجاورة، على التعبير عن هذا “الانقسام” في المساحة، والتحول من المساحات العامة للخاصة، من الأسود إلى الأبيض ومن الأبيض إلى الأسود.

فقد كان هدفنا، والكلام لبيلاند، الجمع بين البساطة الوحشية للمبنى الصناعي، وما بين الأداء الغامض لمشروب ريد بول، وبالفعل نجحت الطبقات المتعددة في المساحة الداخلية في عكس هذه السمات المزدوجة، وفي تذكير المستخدم للحظة بالمنحدرات الجبلية، وللحظةٍ أخرى بمنحدرات التزلج.

فهذه الأكوام مثلثية الشكل، التي تبدو وكأنها انفصلت عن جسم سفينة، تبدو من الأسفل كتجويفات قليلة العمق، أما من الأعلى، فتبدو أقرب إلى جسور أو ميزانين تمتد في كافة أرجاء المساحة، وليس الأمر بغريب عن عمارة سيد لي؛ فلا شيء واضح هنا، والأمر يعتمد على الطريقة التي ننظر بها إلى المساحة.

أما أنت فلك من الحرية هاهنا ما تشاء لتحلق بفكرك كيفما تشاء، وكيف لا وأنت في مقر ريد بول!

إقرأ ايضًا