برجٌ جديدٌ في دبي سيتصدر العناوين… هذه المرة لطاقته الهائلة لا ارتفاعه

4

تُظهر الشركة الإيطالية الشهيرة Dynamic Architecture إبداعها الآن في دبي في المشروع الجديد لبناء برج “العمارة الديناميكية” الذي يعمل كمولدة طاقةٍ لنفسه ولجيرانه من المباني دوناً عن كونه برجاً سكنياً فخماً كبقية أبراج دبي. وتُقدم Dynamic Architectur برجها المستدام لدبي ليتم توليد الطاقة فيه باستخدام توربينات الهواء الموضوعة بين كل طابقين من طوابقه.

وبما أن كل طابق سيلتف بمفرده، سيبدو تصميم البرج من الخارج وكأنه يتغير باستمرار. كما سيضم 58 توربيناً بين طوابقه الـ 59، وتبعاً لحسابات المصممين فإن للبرج القدرة على توليد طاقةٍ تكفي لتزويد خمسة أبراجٍ متجاورةٍ بنفس حجمه بالطاقة الكهربائية.

وتصف الشركة المعمارية إنجازها بقولها:

وظف معمارييو الشركة توربينات الهواء التي وضعوها أفقياً بين كل طابقٍ وآخر لتولد الطاقة للمبنى نفسه ولمجاوريه أيضاً. وبوجود 58 توربين هواء في البرج سيكون هذا البناء محطة توليد طاقةٍ قائمةٍ بذاتها لتوفير الطاقة البيئية الخضراء في المدينة. وذلك أنه إن كنّا سنبني مكان معيشتنا المستقبلي لبقية حياتنا، فالأفضل أن نبنيه على أفضل صورةٍ ممكنة.

بكل تأكيد سيبدو البرج متغير الهيئة بشكلٍ دائم إذ تتحرك فيه التوربينات على نحوٍ مستمرٍ، ودوناً عن التوربينات المتوزعة بين الطوابق فإنه يحوي ألواحاً شمسيةً على السقف لتمتص طاقة الشمس بعيداً عن أية أضرارٍ أو تلوث.

بالنسبة لتكلفة الطاقة التي يمكن لهذا البرج أن يولّدها فستبلغ ما تعادل قيمته سبعة ملايين دولار سنوياً. حيث يمكن لكل توربين أن يُنتج قرابة 0,3 ميغا وات من الكهرباء مقارنةً بـ 1 وحتى 1,5 ميغا وات التي تنتجها توربينات الهواء العمودية التقليدية.

ولو حسبنا أن دبي ستحصل على 4000 ساعة هواء سنوياً، سنجد أن التوربينات المُدمجة في البناء قادرة على إنتاج 1,200,000 كيلو واط بالساعة. أي يمكن لكل توربين تزويد 5 عائلات بالطاقة الكهربائية وكفايتها. وفي الوقت الذي سيضم به برج العمارة الديناميكية، المعروف أيضاً باسم برج دافنشي، في دبي 200 شقة سكنية؛ فإن أربع توربينات فقط ستكفي لتزويد المبنى بحاجته من الطاقة.

أما الفائض النقي من الطاقة الناتجة عن التوربينات الـ 44 المتبقية فيمكنها إضاءة المباني المجاورة. ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار بأن معدل سرعة الرياح في دبي هي 16 كم في الساعة، وهنا سيحتاج المعماريين إلى مضاعفة عدد التوربينات حتى يتمكن البناء من تزويد ثمانيةٍ من الأبنية المجاورة بالطاقة الكهربائية. إلا أن التوربينات الأربعة والأربعين الفائضة عن حاجة البرج نفسه للطاقة ستكفي لإمداد خمسة ناطحات سحابٍ مجاورة.

وهنا نشير إلى أنه قد تم حشر توربينات الهواء الأفقية بكل بساطةٍ بين طوابق برج العمارة الديناميكية وبقيت مرئيةً وواضحة. وهي لا تحتاج إلى أعمدةٍ ودعائم تُثبتها ولا إلى أسسٍ إسمنتية. كما أنها على مقربةٍ من السكان والمُستخدمين مما يجعل أعمال الصيانة أسهل.

أما فيما يتعلق بما سينتج عن هذه التوربينات وحركتها الدائمة من صوت، فقد تم الاهتمام بالأمر بالتصميم الحديث للمبنى، وبشكل الأجنحة المصنوعة من ألياف الكربون والتي ستتولى أمر قضية الصوت.

قد يجد البعض أن بناء برجٍ يُنتج هذا القدر الهائل من الطاقة دون أي تنويهٍ عن الجوانب الجمالية للبناء بمثابة خطوة ثورية في مجال إنتاج الطاقة والبحث عن مصادرها. هذا دوناً عن النواتج الإيجابية والتأثيرات الجيدة على البيئة والاقتصاد.

كما أن هذه العمارة هي خطوةٌ ثوريةٌ حتى في طريقة بنائها، فهذا البناء في الحقيقة هو الأول من نوعه ليُبنى في مصنعٍ بعيداً عن البنية الأصلية الإسمنتية. فقد تم تصنيع أجزائه في المصانع كوحداتٍ في منتهى الفخامة، وكانت منها الأنابيب والتجهيزات الكهربائية ومكيفات الهواء التي تم تركيبها في البنية الإسمنتية في موقع العمل.

ساعدت مسألة استخدام تراكيب جاهزة مسبقة الصنع بإنهاء البناء بتشطيباتٍ رفيعة المستوى وبتحكمٍ عالي الجودة مع استخدامٍ عددٍ قليلٍ من العمال في الموقع، بالإضافة إلى توفيرٍ حقيقيٍّ في الوقت والتكاليف ومخاطر الحياة. كما أن هذه العمارة المبنية على أرضياتٍ منفصلةٍ ستوفر مقاومةً أكثر ثباتاً ضد الزلازل تفوق أي بناءٍ عاديٍّ آخر. لقد تم تصميم برج العمارة الديناميكية ليوفر معيشة أفضل تبدو ظاهرةً مقروءةً حتى قبل اكتمال البناء.

ويعود الفضل في سرعة إنجاز البناء ومتانته في أن كل قطع وتراكيب العمل يتم تصنيعها في المصنع وتًركب فقط في الموقع، كما ساعد ذلك في تقليل عدد العمال في الموقع من 2000 حتى 90 فقط. كما ساعدت التقنيات مسبقة الصنع بإنجاز العمل بسرعةٍ لبناء البرج؛ وذلك بأن تم اختصار الثلاثين شهراً المتوقعة إلى 18 شهراً، أي مايقارب نصف المدة.

ومن الجدير بالذكر في النهاية أن التقنيات مسبقة الصنع وحقيقة قدرة الرياح على تحريك أغلب أجزاء البناء تجعله أكثر ثباتاً في وجه عوامل الطبيعة وأكثر مقاومةً للزلازل.

إقرأ ايضًا