لأول مرة كتب فيتروفيوس باللغة العربية

14

في بادرةٍ الاولى من نوعها قام الدكتور يسار عابدين، رئيس قسم التخطيط العمراني في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق، بالتعاون مع كلٍ من عقبة فاكوش وياسر الجابي بترجمة كتب فيتروفيوس العشرة في العمارة، وذلك من اللغة الانكليزية إلى اللغة العربية متقيدين خلال عملهم قدر الإمكان بالمحافظة على منهجية وأسلوب التعبير لدى فيتروفيوس في كتبه التي أهداها إلى الحاكم المطلق قيصر روما آنذاك.

ومع عودة الكتاب إلى ما يزيد عن ألفي عام، وترجمته عالمياً إلى عددٍ من اللغات؛ تتفرد نسخة الدكتور يسار عابدين بكونها النسخة الأولى من نوعها في اللغة العربية، والتي وصفها عابدين بأنها قد هدفت لإعطاء “صورة واضحة -قدر الإمكان- للنص الأصلي والمؤلف وطريقة تفكيره، تأكيداً لما جاء في مقدمة الطبعة الإنكليزية؛ كما أُعد هذا الكتاب وفقاً لتبويبه الأصلي مع إضافة توضيحات شكلية وحواشٍ سفلية للأسماء والمصطلحات المعمارية والعمرانية التخصصية بقدرٍ يتناسب مع ما توفر من المراجع ضمن مدة زمنية تجاوزت السنتين.”

من الجدير ذكره هنا أن ما قدمه الدكتور عابدين لم يكن بمهمةٍ سهلة على الإطلاق، إذ تم جمع الإصدارات الإنكليزية من نسخ كتاب فيتروفيوس القديم منها والحديث، المطبوع منها والرقمي، ليتم بعدها اعتماد النسخة المطبوعة بجامعة هارفرد في العام 1905، وليتضمن هذا الكتاب بوصفه واحداً من أهم مصادر الفكر المعماري عبر التاريخ، ومثلما يوحي عنوانه، عشرة كتب؛

الأول تحت عنوان العمارة والمعماري.

والثاني: مواد البناء.

والثالث: نظام المعابد الأيوني.

والرابع: المعابد الدورية الكورينثية.

والخامس: المباني العامة.

والسادس: المنازل الخاصة.

والسابع: الإكساءات والألوان.

والثامن: المياه،

والتاسع: الساعات ومبادئها.

في حين جاء الكتاب العاشر تحت عنوان: الآلات ومبادئها.

ختاماً ستسغرب عزيزي القارئ لدى سماعك أن مثل هذا الكنز الثقافي والفكري، الذي لا يمكن لأي معماري أن يفوّت فرصة قراءته، قد طُرح ضمن منشورات جامعة دمشق بسعرٍ زهيد قدره 300 ليرة سورية.

الأمر الذي يناقض تماماً مضمونه القيم، ليكون بذلك في متناول كل المهتمين والعاملين في مجال العمارة وحتى الأفراد غير الاختصاصين، لما فيه من معلومات مفيدة وقيمة وشاملة لمجالاتٍ شتى متنوعة، والتي لا يسعنا هنا سوى أن نشكر الدكتور يسار عابدين وكل من عمل معه على جهودهم الجبارة الهادفة لنشر الفكر والثقافة وتقريبها من عالمنا العربي.

إقرأ ايضًا