من بين المشاريع الستة المخطط لها في مركز الملك عبد الله المالي في الرياض، كشف مؤخراً شركة FXFOWLE المعمارية عن تصميمٍ مبهر لمتحف البيئة المبنية هناك، والذي يمثّل واحداً من أهم الأبنية في المنطقة الممتدة على مساحة 55 مليون قدم مربع، حيث سيتألق هذا المتحف في مجمعٍ عمراني مختلط الاستخدام في قلب العاصمة السعودية، متحرياً القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي لها دور هام في تطوير المملكة والمنطقة ككل.
يقع المتحف في ساحةٍ كبيرة يقطعها منتزهٌ للمشاة ينساب عبر مركز الملك عبد الله المالي، أما عن مساحة المتحف نفسه فتبلغ حوالي 340 ألف قدم مربع مخصصة بالكامل لوظائفه الخاصة، بما في ذلك صالات العرض الدائمة والمؤقتة، بالإضافة إلى مدرج يتسع لـ 150 شحص ومطعم وتراس.
أما عن وظيفة المتحف فسيخدم كعقدة مواصلات أساسية للمنطقة، باحتضانه لمحطة حديدية أحادية في المستوى +2، في حين يؤمن للمشاة صلاتهم مع الجوار عبر شبكة واسعة من الممرات العامة المعلقة عند المستوى +1.
وإذا ما تساءلتم عن مصدر الوحي الذي استقى منه مصمموا المشروع طابع كتلتهم الفريدة، نخبركم بالنيابة عن فريق FXFOWLE بأن عمليتي التعرية والنحت الطبيعيتين كانتا مركز الاهتمام، فمن منطقة مدائن صالح الأثرية الشهيرة بصخورها النحتية إلى حي الطريف في الدرعية المبني من الطين حصل الفريق التصميمي على ما يريدونه من الإلهام.
حيث تم تجسيد التوزيع الداخلي للمتحف ضمن كتلةٍ تميزت بالصلابة والعتامة في الطابق العلوي، بينما تألقت بشفافيةٍ واضحة في المستويات العامة السفلية؛ ففي المستويات العلوية تغطي الواجهة مجموعةٌ من الألواح الزجاجية الموشورية المقساة، التي تخلق نوعية قوامية متنوعة وتسمح للضوء الطبيعي باختيار مواقع محددة.
في الختام نشير إلى أن أعمال الحفر جارية حالياً، ومن المتوقع الانتهاء من بناء المتحف في عام 2012.