ملجأ لمتسلقي الجبال على حافة جبال الألب

30

يُقال أن “العمارة هي الموضة التي نستخدمها، والموضة هي العمارة التي نرتديها” فهل سيستطيع هذا الملجأ المعلق على جبال الألب أن يجعلك تشعر بالدفء ذاته الذي تشعر به عند ارتدائك لكنزة صوفية؟

فقد قامت شركة LEAPfactory؛ وهي شركة معمارية إيطالية متخصصة بتصميم مساكن قياسية للبيئات الغريبة، بتعليق ملجأ خاص بمتسلقي الجبال على حافة إحدى جبال الألب، ومن ثم قامت بزركشة الكتلة الخارجية من هذا الملجأ بزركشةٍ حمراء اللون شبيهة بغرز البلوزات الصوفية التي يرتديها متسلقو الجبال لاستحضار الدفء والراحة.

ولكن لماذا اللون الأحمر؟

لكي يسهل على المتسلقين تمييزه بسهولة من على بعد، فهو بمثابة ملجأ لهؤلاء خاصة في أيام الشتاء القارس، بعد أن كانوا مضطرين للمبيت في الخيام وسط البرد.

وقد تم تجهيز هذا الملجأ بأسرة وخزائن في الجهة الخلفية، في الوقت الذي تم تخصيص غرفة معيشة مدمجة بمطبخ وطاولة لتناول الطعام في الجهة الأمامية، فهو ملجأ بكل معنى الكلمة فيه أسرة وخزائن ونوافذ مطلة على الجوار، بل هو أول ملجأ هاهنا في جبال الألب.

وقد قام فريق LEAPfactory بتعليقه في تشرين الأول هذا العام أعلى نهر فريبودزي أمام السفح الشرقي من جبل جوراس الكبير من سلسلة مونت بلان بتكليف من نادي جبال الألب الإيطالي وبتوجيه من SUCAI أحد فروع منظمة تورينو CAI ومدرسة تسلق الجبال.

ويمثل الملجأ ذروة إنجازات LEAPfactory؛ التي يشير اسمها إلى كلمة مركبة تعني حجرة معيشة بيئية ألبية نسبة إلى جبال الألب، حيث تعمل الشركة الإيطالية منذ تأسيسها على تصميم وخلق وإنتاج كتل معيارية لها تأثير ضئيل على البيئة.

ولكن لماذا يُعتبر هذا الملجأ إنجازاً كبيراً؟

ببساطة المواد المستخدمة مواد ذات نوعية عالية ومتطورة قادرة على التعامل مع مشاكل الحرارة القصوى وصعوبات التركيب، نظراً لارتفاع ملجأ جيرفازوتي -مثلما أُطلق عليه يتمناً باسم الطريق الجبلي- في وسط هذه الأجواء الجليدية.

كما وتم تصنيع كل جزء من هذه الوحدة مسبقاً؛ من الكتلة الواقية الخارجية إلى التجهيزات الداخلية، قبل أن تُنقل على متن طائرة هيلوكبتر، وقد ساعد وزن هذه الإجزاء الخفيف على نقلها وتجميعها في الموقع بكل سهولة، بما يتماشى مع متطلبات التصميم وظروف الموقع، لذا فهي -أي طريقة تصنيع أجزاء الوحدة- الطريقة المثلى لحل متطلبات أي تصميم في أي موقع، ناهيك عن سماح هذه الطريقة لأي توسع في المستقبل، واستبدال الأجزاء التالفة على مدى حياة الوحدة.

أما لإضاءة غرفة المعيشة في النهار، فقد تم تنفيذ نافذة بانورامية كبيرة تتجه نحو الوادي، وتحتوي هذه الغرفة على مطبخ وطاولة وكراسي، في الوقت الذي تحتوي فيه غرفة النوم على سرير بطابقين ومساحات للتخزين، وتذكرنا غرفة النوم هذه بالأكواخ الخشبية الجبلية التقليدية، في محاولة من فريق LEAPfactory تحويل تجربة المبيت في الوحدة إلى تجربة غاية في الراحة والاسترخاء.

ومن الملفت حيال هذا الملجأ ختاماً، هو وجود محطة رصد تعمل على توفير معلومات فورية عن الظروف الداخلية والخارجية، وتقوم في الوقت نفسه بمعالجة البيانات التي يمكن توزيعها عبر الشبكة. أما الاحتياجات الكهربائية فتصل إلى الملجأ عبر ألواح الخلايا الشمسية المدمجة في الكتلة الخارجية.

إقرأ ايضًا