نادي تشنشن بأنامل ريتشارد ماير

6

يشارف نادي تشنشن في الصين بتوقيع المعماري العالمي ريتشارد ماير على الانتهاء من أعماله الإنشائية، ويتميز هذا المشروع بكتلته الهندسية الفريدة التي تتلاعب بالفراغات والأحجام تحت كسوةٍ من الألواح المعدنية البيضاء، ما يجعله تصميماً نموذجياً عن تصاميم ماير السابقة وخطه المعماري.

أما عن الموقع، فيقع النادي في جزيرةٍ وسط منطقة الأعمال المركزية في المدينة، حيث تحيط به مجموعةٌ من البرك المائية والحدائق الغنّاء.

ويمتد النادي على مساحة 11 ألف متر مربع مقدماً لمستخدميه في المستقبل القريب مطعماً وأجنحة تناول طعام خاصة إلى جانب منطقة متعددة الأغراض ومرافق استجمامية وترفيهية بالإضافة إلى مركزٍ للياقة البدنية وصالة عرضٍ صغيرة.

أما عن التصميم، فهو فريدٌ من ناحية الشكل والتكوين، ولكن يحافظ في الوقت نفسه على هويةٍ معماريةٍ عصيةٍ على الزمن، إذ تطغى المبادئ الإرشادية الخاصة بالشركة -من ألواح معدنية بيضاء وتلاعبٍ مبهر بالضوء الطبيعي- على شخصية المبنى.

كما تخلق تركبات الألواح الصلبة والفجوات الواضحة عمقاً مميزاً ينتج عن التلاعب بالظلال والتظليل الناتجة عن الملاقف والزعانف العمودية.

يمكننا القول أن هندسة نادي تشنشن تتبع نقطةً محوريةً محددة، تتفرع منها “طبقاتٌ” من المساحات المميزة، تنتهي في التفافةٍ قوية يمكن رؤيتها من المنطقة الثقافية التجارية الترفيهية العمرانية على الطرف المقابل من البركة.

ولا يتوقف تميز التصميم عند هذا الحد؛ إذ يقوم توزيع الحركة إلى جانب التجربة الفراغية المعززة بتحديد طريقة الاقتراب من المبنى عبر جسرٍ خاص يرحّب بالزوار القادمين من خليج منطقة الأعمال المركزية.

أما عن ساحة النادي فهي أشبه بممرٍ تحيط به الأشجار مؤديةً بالزوار نحو قاعة الوصول التي تزينها نافورة مركزية، ليؤدي بعدها درج خارجي نحو المدخل.

بينما ومن الجهة الجنوبية من الجزيرة، ترتبط بالنادي كتلة مركز اللياقة البدنية والمسبح المغلق عبر ممر مشاةٍ خارجي، حيث تتناقض هندستها البسيطة مع هندسة النادي من ناحية الحجم والشكل، مما يشجع الحوار بين هاتين الكتلتين.

يتضمن مركز اللياقة البدينة هذا منتجعاً وصالةً رياضية فسيحة إلى جانب استراحة مميزة فيها بركة بطول 25 متراً يعلوها ملقفٌ سماوي.

وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أنه ومن داخل منطقة المسبح المغلق المزججة تحيط الإطلالات المميزة على البرك المائية المحيطة بالجزيرة، الأمر الذي يساعد على خلق اتصالٍ بصريٍّ بين الداخل والخارج.

بالحديث عن المساحات الخارجية، فقد تم تنسيقها بحدائق من الزهور والحقول مع بركةٍ مائية وبركة عاكسة تتدفق من المدخل الرئيس نحو محيط المكان.

وهنا لك أن تتصور تلك الرحلة في الممرات عبر هذه الحدائق، وما ستيقظه من مشاعر قوية مرتبطة بفلسفة تصميم الحدائق الصينية، حيث تقدم المشاهد المتنوعة تجربةً وحميميةً خاصة وفرصةً للتمتع بجمال المناظر الطبيعية المحيطة سواءً كان ذلك في البرك المائية أم في مجمعات الترفيه والتجارة في خليج منطقة الأعمال المركزية الأبعد.

يُذكر ختاماً أن مشروع نادي تشنشن من المفترض أن ينتهي في بداية العام المقبل، فكونوا على الموعد.

إقرأ ايضًا