قام المعماري كليف وليكنسون Clive Wilkinson المقيم في لوس أنجلس الأمريكية برسم مخططاته المفاهيمية للمكتب الضخم المتشرك الذي تصوره عائماً فوق مدينة لندن بحيث يصعد الناس إليه بأدراج من كل مكان.
وقد تم تطوير هذا المقترح التصميمي تحت اسم “مكان عمل لا متناه” Endless Workplace لصالح مجلة معمارية طلبت من الشركة المعمارية تصور مفهوم معماري لمكانين منفصلين ثقافياً ما بين لندن وكاليفورنيا.
ويعرف عن المعماري ويلكنسون تصميمه عدة مشاريع مكتبية رفيعة من ضمنها مقر غوغل في وادي سليكون.
وقد نظر المعماريون إلى لندن بحسبب رؤيتهم المتأثرة “بكاليفورنيا المشمسة” ورأوا أن لندن تعاني من مشكلة متأصلة تتمثل بالازدحام وطول مسافات الوصول إلى العمل. إذ يقضي اللندنيون ما قد يصل إلى أربعة ساعات كل يوم ليصلوا إلى مقرات عملهم.
كما يرى المعماريون أن نظام النقل وشبكة القطارات تحت الارض مزدحمة بشكل كبير وتتعطل باستمرار كما أن الطرقات مقفلة شبكياً ومع وجود ارتفاعات مستمر في أسعار العقار يضطر الناس إلى الابتعاد أكثر فأكثر عن مكان عملهم؛ بحسب المعماريين.
من هنا جاءت فكرة مكان العمل المرفوع فوق المدينة ضمن مسقطٍ مفتوح ومنتزهات خضراء لتتخلله.
والذي يتحدى فكرة وجوب وجود موظفي شركة ما ضمن مقر الشركة نفسها؛ ويسمون هذا المفهوم بـ “التفجير السجادي” ‘carpet bomb’ والذي يعني نسف كل ما هو موجود بشكل متتالي كما تغطي السجادة مساحة ما؛ ويعتمد على أن التقنية توفر لنا أصلاً فرصة التواصل عن بعد دون الحاجة الفعلية للتواجد، وبالتالي يمكن للموظفين الصعود من منازلهم بدرج إلى مقرات عملهم فوقهم.
ومن وجهة نظرهم يرى المعماريون أن من شأن هذا المقترح تخفيض انبعاثات الكربون الناجمة عن التنقل وتلافي مشكلة الانفصال ما بين مقر العمل والسكن.
“أنت فعلياً ضمن مكان عمل تشاركي لا منتهي، وهذا سيطور علاقات ما بين العاملين من اختصصات مختلفة مشكلاً في أفضل وضع مجتمعات مشابهة للقرى. وهو بهذا المعنى اجتماعي للغاية. بهذا المفهوم يمكن للمرء استعادة شيء من النموذج القروسطوي في التعاون ما بين الفروع المتعددة في قريتك المحلية.” بحسب وليكينسون.
