منزلٌ يغير ملامح خليج سنغافورة

3

على الرغم من أن موقع خليج سينتوسا في سنغافورة كان خالياً من أي تطويرٍ أثناء انطلاقة المشروع، تنبأ الكثيرون بأن البيئة المبنية المستقبلية ستكون كثيفةً بفضل المساكن المجاورة الواقعة على بعد أمتار فقط من كل جانب. وهكذا جاءت شركة Wallflower للعمارة والتصميم لتغير هذا الواقع فتمنحه منزلاً رائعاً باسم “قبعة الشمس”.

إذ يمكن أن يكون سقوط أشعة الشمس الاستوائية على جزيرة المنتجع قاسياً وكثيفاً، ولكن قربها من البحر يسمح أيضاً بدخول نسمات تتمايل عبر الممرات المائية الفريدة بالنسبة إلى الخليج. هذا عدا عن تواجد الكثير من السمات الجذابة على امتداد الممر المائي التي تقدم أيضاً أفضل منظر، مع العلم أن موقع المشروع المستطيل الضيق لم يكن مختلفاً جداً. استجابةً للكثافة العمرانية المخطط لها والبيئة المحلية للموقع، تم تصميم المنزل بجدارٍ سميكٍ بطول تسعة أمتار، ليشكل واجهة المدخل التي تلتف حول المبنى وتستمر على امتداد الجوانب.

وتماماً كما يحدث لدى سحب الستارة لكشف المنظر، تنتهي الجدران بينما تتقدم باتجاه الممر المائي حيث تستمر بعدها كتلةٌ مسيجةٌ داخليةٌ من الزجاج المكسو بالخشب، لتبرُز باتجاه المسبح والحديقة.

أما المدخل المغلِّف الواسع والجدران الجانبية فهي حرارية ومنقية للهواء والضوء بشكلٍ خاص. إذ يحجب الجدار مناظر المنزل عن المساكن المجاورة، ولكنه يشجع في نفس الوقت على مرور نسمات الهواء التي تشق طريقها عبر المنزل، بدلاً من أن تمر حوله، وذلك من خلال تقسيم الشقوق العمودية المقصودة التي تخترق الجدار المغلِّف وتحويلها إلى أقسام مستقلة.

حيث تساعد هذه الشقوق في تنقية الضوء الطبيعي الداخل إلى المنزل، بينما تقلل من تأثير أشعة الشمس القاسية. كما تم تصميم السياج الزجاجي الثانوي المكسو بالخشب ضمن الجدران المغلِّفة ولكن منفصلة عنها أيضاً، لكي تنزلق بعيداً بحيث لا ينتهي تأثير العمق عند خط الزجاج، ولكن يمتد أيضاً إلى الجدران الجانبية العالية.

على أية حال، يمتد تأثير المساحة حتى أبعد من ذلك، هذا لأن الشقوق الموجودة في الجدارن تكشف هندسة الحدائق وتمتد إلى ما هو أبعد منها.

هذا وتتوازى الجدران مع حواف السقف البارزة ولكنها لا تتلاقى معها، حيث تجذب فجوةٌ بعرض مترٍ واحدٍ أشعة الشمس لتغمر المساحات الخضراء والمزروعات التي تنمو على كلّ جانبٍ من الجدار لتمحو التمييز بين الخط الفاصل بين الداخل والخارج.

ومن خلال سطحٍ عمودي، يلتقط القوام الجصي الصلب للجدران ضوء الشمس النابع من الفجوة في الأعلى، ليوزع الضوء على مساحات المعيشة في الداخل.

نلاحظ أخيراً أن أفضل وصفٍ لهذه التجربة المساحية يمكن أن يكون شبيهاً بكفين مقعرتين مفتوحتين نحو الأعلى، تعاون على خلقها فريق العمل المؤلف من Robin Tan و Cecil Chee و Sean Zheng.

إقرأ ايضًا