معهدٌ للأبحاث يطلق ثورةً معمارية في كوريا

7

تأسس المعهد الكوري لعلم الآثار والبيئة باعتباره مركزاً للبحوث الفنية كجزءٍ من قسم الآثار في جامعة كوريا في عام 1995، ولكن تغييراً طرأ على اسم المعهد في عام 2006 وأصبح يدعى ما يدعى عليه، وبات مسرحاً للعديد من الأنشطة مثل التنقيب والبحث والنشر فضلاً عن العديد من المعارض والحلقات الدارسية، ولكن هذه التغييرات جعلت من المرافق الحالية داخل الحرم الجامعي في جامعة Sejong الكورية غير كافية، وقد تعطل أجواء البحث.

وجاء الحل على أيدي معماريي Hohyun Park + Hyunjoo Kim امتثالاً لرغبة الزبون الذي أكد على أن لا تتجاوز المساحة الأرضية للمشروع 2,300 م2، وأن تتراوح كتلة المبنى من 3 إلى 4 طوابق فقط، حيث ارتأى فريق العمل تقسيم الموقع إلى مجموعتين وفقاً لوظائفهما، بالإضافة إلى إقحام العديد من المناطق المخدمة ما بين هاتين المجموعتين… محكومين بالميزانية المتواضعة والفترة الزمنية المحدودة جاء القرار بتصميم مبنىً بسيطٍ ما أمكن.

وبالانتقال للحديث عن تفاصيل الموقع، يقع المعهد بالقرب من حرم Sejong الجامعي، حيث تصنف معظم الأراضي المحيطة على أنها أراضي زراعية، أما معهدنا فإنه يقع تماماً بجوار الطريق المقترحة التي سيتم بناؤها في السنوات القليلة القادمة، ولكن وللهروب من مشكلة الوصول إلى الموقع التي تقتصر على الطرق غير المعبدة والصغيرة على الجانب الجنوبي الشرقي.

جاء الحل بأن يكون المبنى بموازاة الطريق المقترحة، حيث نلاحظ بأن الجهة الشمالية الشرقية منخفضة 3 أمتار عن الجهة الجنوبية الغربية من الموقع، ولذلك كان لابد من أن يحتل المبنى الجهة الجنوبية الغربية على أمل التخفيف من أعمال الحفريات.

وبالوصول إلى تفاصيل التصميم يتألف المبنى من جناحين غير متناظرين ونواة مركزية، وتحتل معظم الأنشطة البحثية الجناح الطويل من التصميم، والذي يدعى جناح البحث حيث تقع مكاتب البحوث والمخزن، أما الجناخ القصير فإنه يدعى جناح المحاضرات، ويضم هذا الجناح بطبيعة الحال المحاضرات الدراسية ومكتبةً ومقراً للاجتماعات.

ويسترعينا أنه قد تم تقسيم جناح البحث إلى مخزنٍ ذي كسوةٍ قرميدية في الطابق الأول، بينما تم تخصيص الطابقين الثاني والثالث من الجناح لتشغل مكاتب البحث، حيث تم إكساء هذين الطابقين بأحجارٍ بركانية، قبل أن ترتفع الكتلة العلوية حوالي المترين ويكون الناتج شرفةً زجاجية مكشوفة مكسوة بالبولي كربونات ودرجاً فريداً، حيث استطاع هذا الدرج بالإضافة إلى الشرفة أن يسد هذه الفجوة بارتفاع الكتلة العلوية.

وأخيراً تتربع الكافتيريا على الطابق الرابع، حيث يمكن الوصول إليها عن طريق الحديقة على السطح، حيث استفادت هذه الحديقة من قلة المباني المحيطة لتفسح المجال أمام إطلالةٍ شاملة وكاملة عبر النوافذ الزجاجية التي تحيط بها.

نقطة أخيرة مثيرة للاهتمام في تصميم المعهد كانت طريقة توزيع المبنى، حيث تم تقسيمه إلى اثنين؛ الأول مخصص لتحميل القطع الأثرية والثاني مخصص للباحثين، حيث كان من المقرر أن يتربع القسم الأول وفقاً لوظيفته في النهاية الجنوبية من الطابق الأول، إذ تجري في هذا المكان كافة عمليات التنظيف والتصوير والتخزين، من جهةٍ أخرى تم إقحام درجين؛ الأول على شكل حرف U كموزعٍ عمودي أساسي، والثاني بشكلٍ مستقيم يقوم بربط الردهة مع مكاتب البحث في الطابقين الثاني والثالث في محاولةٍ لتعزيز عامل الحركة في التصميم.

وأخيراً لا يمكننا أن ننكر بأن التصميم قد ركز على إقحام العديد من مساحات الاستراحة ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى التراسات الكبيرة والصغيرة، وبذلك أصبحت مساحة البحث أكثر كفاءة والفضل للدرج الشفاف المكشوف وشكله البسيط الطولاني.

إقرأ ايضًا